منذ بدء توافد ملايين الزائرات أثناء الزيارة الأربعينية أعلنت العتبة العبّاسية المقدّسة عن افتتاحها صحن أمّ البنين (عليها السلام) الذي يقع في الجهة الشمالية المطلّة على المرقد الطاهر، جاء هذا الافتتاح ضمن سلسلة الخدمات التي تقدّمها العتبة العبّاسية لاستقبال وضمان راحة الزائرات الوافدات من مختلف أنحاء العالم حيث جُهّز بكلّ ما يضمن توفير بيئة مريحة ومناسبة للزائرات فهو قادر على استيعاب الأعداد الكبيرة من الزائرات، ليكون محطّة للاستراحة والعبادة، ويسهم في تخفيف الضغط عن مساحات الاستراحة في المواقع الأخرى إذ تبلغ المساحة الإجمالية لصحن أمّ البنين (عليها السلام) (20) ألف متر مربع، منها (10) آلاف متر مربع للسرداب، كذلك يتضمّن الصحن طابقين إضافيين بمساحة (4) آلاف متر مربع لكلّ طابق، وساحة وسطية بمساحة (6) آلاف متر مربع. وشهد سرداب أمّ البنين (عليها السلام) طيلة أيام الزيارة المباركة تنظيمًا متميّزًا لصلاة الجماعة، إذ شاركت أكثر من (10,000) مصلية في أداء الصلوات على مدار ثلاثة أوقات مختلفة في اليوم، يأتي هذا التنظيم في ضمن الجهود المستمرّة لتوفير أجواء روحانية مميّزة للزائرات، مع مراعاة الكثافة العددية ممّا يعكس الإقبال الكبير على المشاركة في صلاة الجماعة وأداء الأعمال العبادية في زيارة الأربعين. إنّ توفير هذه الأجواء الروحانية يعزّز من أهمّية صلاة الجماعة بوصفها وسيلة لتعميق الروابط الروحية بين الزائرات، وتوحيد الجهود في خدمة الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته الأطهار، إضافة إلى أنّ الفريق القائم على التنظيم قام بتقديم التسهيلات اللازمة لضمان انسيابية دخول المصلّيات إلى السرداب وخروجهنَّ منه. شهد السرداب أيضًا خدمات متعدّدة وفرتها الملاكات النسوية في العتبة العباسية المقدّسة بالتعاون مع عدد من المتطوعات المتدربات، حيث قدّمن الرعاية الطبّية، والأنشطة الثقافية والدينية، وغيرها من الخدمات التي تسعى إلى تلبية احتياجات الزائرات. ومن الجدير بالذكر إنّ افتتاح هذا السرداب جاء بناءً على توجيهات المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيّد أحمد الصافي، خدمة لزائري الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس (عليهما السلام).