إعداد وتقديم: علا محمد إخراج: علا نعمة يطلّ علينا موسما محرّم وصفر محمَّلين بنفحات إيمانية وروحانية فريدة، تفيض على القلوب وتغمر الأرواح بنور الولاء ومشاعر الحزن النبيل، وفي هذه الأيام المباركة، يجد المؤمن فرصة ذهبية للارتواء من معين المجالس الحسينية، حيث تُستحضر ذكرى عاشوراء الخالدة، وتُستلهم من مواقفها دروس التضحية والفداء، والثبات على المبدأ مهما كانت التضحيات. إن التفاعل الصادق مع هذه المجالس لا يقتصر على الحضور الجسدي فحسب، بل هو انغماس وجداني وفكري، يربط القلب بروح الحسين (عليه السلام) وقيمه السامية. ومن أجل أن نجني الثمار الحقيقية لهذه المواسم، لا بد أن ينبع التوجه من نية خالصة للتغيير الروحي، مدعومة بالإخلاص في العبادة، والمحافظة على الصلاة، والإكثار من الدعاء، ومحاسبة النفس، والتأمل العميق في الدروس المستفادة من واقعة الطف. إن عاشوراء ليست ذكرى عابرة في تقويم الزمن، بل هي منهج حياة، ومصدر إلهام يدعونا إلى السموّ، ومواجهة الظلم، وبناء الذات على أساس الحق والعدل. ومن هنا، فإن من يفتح قلبه لنور هذه المواسم، يجعل من محرّم وصفر منطلقًا لمسيرة إيمانية تستمر طوال العام، لا أياماً محدودة فقط.