إعداد: هدى علي تقديم: سارة الابراهيمي المونتاج الإذاعي: نور حسن الفتح الذي قصده الإمام الحسين (عليه السلام) في قوله: "فمن لحق بي منكم استشهد، ومن لم يلحق لم يبلغ الفتح" لم يكن نصرًا عسكريًا، بل كان انتصارًا للقيم والمبادئ الإسلامية الحقة. نهضته لم تهدف فقط إلى استرجاع الحكم، بل سعت إلى إصلاح المجتمع وكشف زيف الحكام المنحرفين عن تعاليم الإسلام. على المدى القريب، لم يتحقق الإصلاح السياسي المباشر بسبب استشهاد الإمام وأصحابه، لكن ثورته فضحت الانحرافات وكشفت فساد الحكم الأموي، مما زرع بذور الوعي في الأمة. أما على المدى البعيد، فقد أصبح استشهاده شرارة للثورات اللاحقة وساهم في سقوط الدولة الأموية، كما رسّخ الفارق بين الإسلام الأصيل والإسلام المحرَّف. النهضة الحسينية لم تكن مجرد حدث تاريخي، بل تحولت إلى رمز خالد للحق والعدل. لا يزال تأثيرها مستمرًا في إحياء روح المقاومة ضد الظلم، وترسيخ مبادئ التضحية والإصلاح في الأجيال المتعاقبة. بذلك، تحقق الفتح الذي أراده الإمام، ليس بالسيف، ولكن بإحياء الضمير الإسلامي وإعادة الأمة إلى جوهر رسالتها الحقيقية.