تفاصيل الحلقة
الحلقة الثالثة: القناعة بين الرضا والطموح

إعداد وتقديم: وفاء عمر عاشور المونتاج الإذاعي: دنيا الحميري دار محور هذه الحلقة حول (القناعة بين الرضا والطموح) انتقلنا في هذه الحلقة الى رحيق آخر من عطور كلام يعسوب الدين وإمام الغر المحجلين، إذ قال عليه السلام: (من عزّ النّفس لزوم القناعة) ان القناعة هي الرضا بما قسم الله لنا إذ انها تجلب السعادة وتغني المرء عن التطلع عما في أيدي الآخرين من حاجات مادية او معنوية، وهي صفة تعز صاحبها وتزينه بروح شفافة لا يحمل معها الضغينة والحقد تجاه الآخرين لأنه ببساطة مقتنع بما قسم له من رزق فأستغنى بروحه وشمخ بعزة نفسه، واصبح من الأغنياء لعدم حاجته للناس والى ما عندهم من جاه او مال، ولقد كان لنا في رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أسوة حسنة في التحلي بالقناعة، إذ قال(صلى الله عليه وآله وسلم): ((عرضت علي بطحاء مكة ذهبا فقلت: يا رب لا ولكن أشبع يوما وأجوع يوما فإذا شبعت حمدتك وشكرتك وإذا جعت دعوتك وذكرتك)) وسلطنا الضوء على انتشار ظاهرة غريبة في السنين الأخيرة عن مجتمعاتنا المحافظة الا وهي حب التباهي بما عندنا والتفاخر على الغير من خلال عرض تفاصيل الحياة اليومية التي كانت تعد في الماضي القريب من الخصوصيات التي تكون بمنأى عن اعين الناس، رعايةً لبعض من هم يعانون من العوز او الفقر او حتى من هم من ذوي الدخل المحدود اما اليوم فأصبح كل شيئاً يعرض على السوشيال ميديا من مأكل وملبس وشراب وسفرات واي مناسبة كأن في البيوت شبابيك مفتوحة على العالم الخارجي تنقل ما يدور فيها من دون ان تكون هناك رقابة او رادع لكثير من السلبيات المعروضة وهنا تحدث الكارثة وذلك من خلال مقارنة حياة الأسر فيما بينها وقد وجدت الكثير من الدراسات والأبحاث الحديثة أن غالبية مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يعتقدون أن غيرهم من المستخدمين أكثر سعادة ورضا واستقرارا ونجاحًا منهم، مما يؤثر عليهم سلبيًا وعلى صورة أنفسهم واحترام لذواتهم، أو قد يكون باباً للاكتئاب والشعور بعدم الرضا. وعلينا ان نوازن بين عزة انفسنا وبين طموحنا وان لا نجعل القناعة وسيلة لعدم البحث والجد في الحصول على مبتغانا من العلم والحياة الكريمة وان لا تنقاس عن الاستزادة من الخير والعمل الصالح وتحقيق طموحنا في الرقي سواء في الحياة العلمية او العملية. حيث قال تعالى: (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى).
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.