تفاصيل الحلقة

الحلقة الثامنة: الشكر خير صندوق لحفظ النعمة

1445
مشاركة الحلقة
image

إعداد وتقديم: وفاء عمر عاشور المونتاج الإذاعي: دنيا الحميري دار محور هذه الحلقة حول (الشكر خير صندوق لحفظ النعمة) تضمنت هذه الحلقة رحيق آخر من عطور كلام يعسوب الدين وإمام الغر المحجلين، إذ قال (عليه السلام): ((ما حُصّنت النعم بمثل الشكر)) ان الشكر هو اعتراف المخلوق بنعم الله عز وجل عليه وان كل ما يصيبه من خير فهو عنوان للرزق أرسله اليه من بين خلقه كما ان الخالق يتحفه بالهدايا والنعم كذلك يعرضه للاختبار والضنك ليشاهد مدى صبر عبده وموافقته لأمر مولاه ولقد قيل في الامتحان (اما يكرم المرء او يهان) فكيف بنا إذا كان الاختبار من رب العزة والرحمة فأجدى بنا ان نصبر ونوطن النفس على الشكر في السراء والضراء والملاحظ ان لفظ الشكر مقترن بلفظ الصبر إذ جاء في الكثير من الآيات القرآنية كقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} وكذلك قوله تعالى: {إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} ولقد جاء في كتاب جامع السعادات للشيخ النراقي طيب الله ثراه وصفاً دقيقاً لصفة الشكر إذ قال: "لما كانت حقيقة الشكر هي عبارة عن عرفان كل النعم من اللّه تعالى، مع استعمالها في طريق محبة اللّه، فإن الشكر على كل نعمة، أن تعرف كونها من اللّه، وتعمل بها في جهة محبته تعالى ورضاه" وهنا مستمعاتي المؤمنات أكد الشيخ النراقي رحمة الله عليه انه ينبغي ان نشكر المنعم بصرف تلك النعمة التي وهبت الينا عن طريق استعمالها بما يرضي الله لا بعمل المنكرات والموبقات وصرفها فيما يغضب الرب الجليل وحتى هذه المعرفة التي وصلنا اليها هي من نعم الله وفضله لأنها تصب في مصلحتنا، اذ رزقنا البصيرة والحكمة، التي تنتهي بنا الى حسن العاقبة، والدخول في الحصن الإلهي، الذي هو الاخر يحتاج الى شكر لله، وبذلك فأننا دائماً في دائرة الشكر للمنعم الذي لا ينفذ كرمه. وأن المحافظة على تلك النعم التي رزقنا بها يتحقق بكثرة شكر المنعم كما ان الشكر يوجب زيادة النعمة وهذه معادلة وضعها الخالق لعباده لقوله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)