تفاصيل الحلقة

الحلقة الحادية عشرة: مجلس دخول السبايا على يزيد في الشام

1437
مشاركة الحلقة
image

إعــداد: علا محمد تقــديم: ليلى عبد الهادى المونتاج: مريم المعمار حديثنا لهذه الحلقة عن مجلس دخول السبايا على يزيد في الشام. "السلام على الشَّيْب الخضيب، السلام على الخدِّ التريب, السلام على البدن السليب، السلام على الثغر المقروع بالقضيب". ومما جاء في هذه الحلقة : قال الراوي: وأُدخل ثقل الحسين (عليه السلام) ونساؤه ومن تخلّف من أهله على يزيد وهم مقرَّنون في الحبال وزين العابدين (عليه السلام) مغلول, فلمّا وقفوا بين يديه وهم على تلك الحال, قال له عليّ ابن الحسين (عليه السلام): "أنشدك الله يا يزيد, ما ظنّك برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لو رآنا على هذه الحال؟! موثّقين في الحبال عرايا على أقتاب الجمال؟!" فلم يبق في القوم أحد إلّا بكى, فأمر يزيد بالحبال فقُطِّعت وأمر بفكّ الغُلّ عن زين العابدين (عليه السلام). ثمّ وضع رأس الحسين (عليه السلام) بين يديه وأجلس النساء خلفه لئلّا ينظرن إليه فجعلت فاطمة وسكينة تتطاولان لتنظُرا إلى الرأس وجعل يزيد يتطاول ليستر عنهما الرأس, فلمّا رأتا الرأس صاحتا فصاح نساء يزيد وولولت بنات معاوية, فقالت فاطمة بنت الحسين (عليه السلام): أبنات رسول الله سبايا يا يزيد؟! فبكى النّاس وبكى أهل داره حتّى علت الأصوات.. وأمّا زينب (عليها السلام) فإنّها لمّا رأته..نادت بصوت حزين يقرح القلوب: يا حسيناه, يا حبيب رسول الله, يا بن مكّة ومنى, يا بن فاطمة الزهراء سيّدة النساء, يا بن بنت المصطفى. فأبكت والله كلّ من كان حاضراً في المجلس ويزيد ساكت!. ثمّ جعلت امرأة من بني هاشم كانت في دار يزيد تندب الحسين (عليه السلام) وتنادي: يا حبيباه, يا سيّد أهل بيتاه, يا بن محمّداه, يا ربيع الأرامل واليتامى, يا قتيل أولاد الأدعياء, فأبكت كلّ من سمعها.. ثمّ دعا يزيد بقضيب خيزران فجعل ينكت به ثنايا الحسين (عليه السلام), فأقبل عليه أبو برزة الأسلميّ وقال: ويحك يا يزيد, أتنكت بقضيبك ثغر الحسين بن فاطمة (عليها السلام) أشهد لقد رأيت النبيّ يرشف ثناياه وثنايا أخيه, ويقول: أنتما سيّدا شباب أهل الجنّة فقتل الله قاتلكما.. فغضب يزيد فأمر بإخراجه فأُخرج سحباً..وجعل يزيد يتمثّل بأبيات ابن الزبعرى: لَيْتَ أَشْيَاخِيْ بِبَدْرٍ شَهِدُوْا جَزَعَ الخَزْرَجِ مِنْ وَقْعَ الأَسَلْ واكمل ابياته بابيات اخر وكان إلى جانبه مروان بن الحكم لعنهما الله فأخذ يقول فرحاً بقتل سيّد شباب أهل الجنّة وهو يلتفت إلى الرأس الشريف فقامت زينب بنت عليّ بن أبي طالب (عليهما السلام) في مجلس يزيد وقالت: الحمد لله ربّ العالمين, وصلّى الله على رسوله محمّد وآله أجمعين, صدق الله كذلك يقول: ﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون﴾ أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء, فأصبحنا نُساق كما تُساق الأسارى, أنّ بنا على الله هواناً, وبك عليه كرامة, وأنّ ذلك لعظم خطرك عنده, فشمخت بأنفك, ونظرت في عطفك, جذلان مسروراً, حين رأيت الدنيا لك مستوسقة, والأمور متّسقة, وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا, مهلاً مهلاً, أنسيت قول الله تعالى: ﴿وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾. أمن العدل يا بن الطلقاء, تخديرك حرائرك وإماءك, وسوقك بنات رسول الله سبايا, قد هُتكت ستورهنَّ, وأُبديت وجوههنَّ, تحدو بهنّ الأعداء من بلدٍ إلى بلدٍ, ويستشرفهنّ أهل المناهل والمناقل, ويتصفّح وجوههنّ القريب والبعيد, والدنيُّ والشريف, ليس معهنّ من رجالهنّ وليّ, ولا من حُماتهنّ حميّ, الى نهاية خطبتها الطاهرة سلام الله عليها . وحدث في المجلس ان نظر رجل شاميّ إلى فاطمة بنت الحسين عليهما السلام فقال ليزيد: يا أمير المؤمنين هَبْ لي هذه الجارية تَكُنْ خادمة عندي! فارتعدت فرائص فاطمة من كلامه وتعلّقت بعمّتها زينب عليها السلام وقالت: يا عمّتاه أُوتمت وأُستخدم؟! فقالت زينب (عليها السلام) للشاميّ: كذبت والله ولؤمت، والله ما ذلك لك ولا له، فغضب يزيد وقال: كذبت والله إنّ ذلك لي ولو شئت أن أفعل لفعلت، قالت: كلّا والله ما جعل الله لك ذلك إلّا أن تخرج من ملّتنا، وتدين بدينٍ غير ديننا، فاستطار يزيد غضباً وقال: إيّاي تستقبلين بهذا الكلام؟ إنّما خرج من الدين أبوك وأخوك، قالت زينب (عليها السلام): بدين الله ودين أبي ودين أخي اهتديت أنت وأبوك وجدّك إن كنت مسلماً، قال: كذبت يا عدوّة الله، قالت له: أنت أمير تشتم ظالماً وتقهر لسلطانك، فكأنّه استحيا وسكت، وعاد الشاميّ فقال: هب لي هذه الجارية فقال له يزيد: أعزب وهب الله لك حتفاً قاضياً.. لَا وَالِدٌ لِيْ وَلَا عَمٌّ أَلُوْذُ بِهِ وَلَا أَخٌ لِيْ بَقَى أَرْجُوْهُ ذُو رَحِمِ أَخِيْ ذَبِيْحٌ وَرَحْلِيْ قَدْ أُبِيْحَ وَبِي ضَاقَ الفَسِيْحُ وَأَطْفَالِيْ بِغَيْرِ حَمِي. والسلام عليكم اخواتي المستمعات ورحمة الله وبركاته