تفاصيل الحلقة

الحلقة الخامسة عشرة: مجلس ملاقاة جابر ويوم الأربعين

4371
مشاركة الحلقة
image

إعــداد: علا محمد تقــديم: ليلى عبد الهادى المونتاج: مريم المعمار في حلقتنا لهذا اليوم توقفنا عند مجلس ملاقاة جابر ويوم الاربعين . قُمْ جَدِّدِ الحُزْنَ فِي العِشْرِيْنَ مِنْ صَفَرِ فَفِيْهِ رُدَّتْ رُؤُوْسُ الآلِ لِلحُفَرِ يَا زَائِرِيْ بُقْعَةٍ أَطْفالُهُمْ ذُبِحَتْ فِيْهَا خُذُوْا تُرْبَهَا كُحْلاً إلى البَصَرِ وَا لَهْفَتَا لِبَنَاتِ الطُّهْرِ يَوْمَ رَنَتْ إِلَى مَصَارِعِ قَتْلَاهُنَّ وَالحُفَرِ في بدأ حديثنا عن يوم الاربعين وملاقاة جابر نروي لكن ماحدث . تذكر الروايات ان يزيد خشي الفتنة وانقلاب الأمرعليه من وجود أهل البيت وبقائهم في الشام, فعجّل بإخراجهم إلى وطنهم إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, وأمر النعمان بن بشير وجماعة معه أن يسيروا بهم ليلاً ويرفقوا بهم.. ولما وصلوا إلى طريق العراق قالوا للدليل: مر بنا على طريق كربلاء.. ولكن قبل أن يصلوا كان قد سبقهم إلى كربلاء جابر بن عبد الله الأنصاريّ زائراً قبر الحسين عليه السلام, فعن عطيّة العوفيّ قال: خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاريّ رحمه الله زائرين قبر الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام فلمّا وردنا كربلاء دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل ثمّ ائتزر بازار وارتدى بآخر، ثمّ فتح صرّة فيها سعد فنثرها على بدنه، ثمّ لم يخط خطوة إلّا ذكر الله حتّى إذا دنا من القبر قال: ألمسنيه فألمسته, فخرّ على القبر مغشيّاً عليه فرششت عليه شيئاً من الماء فأفاق. ثمّ قال: يا حسين - ثلاثاً- ثمّ قال: حبيب لا يجيب حبيبه، ثمّ قال: وأنّى لك بالجواب، وقد شحطت أوداجك على أثباجك وفُرّق بين بدنك ورأسك؟ فأشهد أنّك ابن النبيّين وابن سيّد المؤمنين، وابن حليف التقوى, وسليل الهدى، وخامس أصحاب الكساء، وابن سيّد النقباء، وابن فاطمة سيّدة النساء، وما لك لا تكون هكذا وقد غذّتك كفُّ سيّد المرسلين، وربيت في حجر المتّقين، ورضعت من ثدي الإيمان، وفطمت بالإسلام، فطبت حيّاً وطبت ميّتاً غير أنّ قلوب المؤمنين غير طيّبة لفراقك ولا شاكّة في الخيرة لك, فعليك سلام الله ورضوانه وأشهد أنّك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى بن زكريا. ثمّ جال ببصره حول القبر وقال: السلام عليكم أيّتها الأرواح التي حلّت بفناء الحسين، وأناخت برحله، أشهد أنّكم أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وجاهدتم الملحدين، وعبدتم الله حتّى أتاكم اليقين والذي بعث محمّداً بالحقّ لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه. قال عطيّة: فقلت لجابر: وكيف؟ ولم نهبط وادياً، ولم نعلُ جبلاً، ولم نضرب بسيف، والقوم قد فرِّق بين رؤوسهم وأبدانهم، وأوتمت أولادهم وأرملت الأزواج؟ فقال لي: يا عطيّة سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من أحبّ قوماً حشر معهم، ومن أحبّ عمل القوم أشرك في عملهم، والذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً إنّ نيّتي ونيّة أصحابي على ما مضى عليه الحسين وأصحابه، قال عطيّة: فبينما نحن كذلك وإذا بسواد قد طلع من ناحية الشام, فقلت: يا جابر هذا سواد قد طلع من ناحية الشام, فقال جابر لعبده: انطلق إلى هذا السواد وأتنا بخبره, فإن كانوا من أصحاب عمر بن سعد فارجع إلينا لعلّنا نلجأ إلى ملجأ, وإن كان زين العابدين فأنت حرٌّ لوجه الله تعالى, قال: فمضى العبد فما أسرعَ ما رجع وهو يقول: يا جابر قم واستقبل حرم رسول الله! هذا زين العابدين قد جاء بعمّاته وأخواته!