إعداد وتقديم: زهراء الطالقاني. المونتاج الإذاعي: دنيا الحميري. محور الحديث عن خطوة نحو الهدف، لكم نبذة تعريفية تشمل المعنى اللغوي للعفاف، مع طرح مجموعة من التساؤلات لنصل الى حلولها لنحصل على فكرة شمولية المعنى متكاملة الاوجه عن العفاف الظاهر والباطن. والآن سنبدأ بالخوض في غمار موضوعنا من أعمق غماره، فللعفاف جوانب وأشكال فمنها الظاهر ومنها الباطن، إذ يكمل بعضها الآخر، ونلاحظ عادة ما يسلط الضوء على معنى العفاف الظاهر واليوم سندخل وإياكم الى عمقه وجذوره لنتشعب وصولًا الى فروعه. سنأخذ مجموعة من التساؤلات وأولها العفة، أهي فطرة أم مكتسبة؟ - من البديهي ان الله لا يطالب عباده بشيء من غير إلقاء حجته عليهم، فالعفاف مزيج بين الفطرة والمكتسب فيكمل الفطرة ما يكتسبه الفرد من محيطه. يمكن التعرّف إليها من خلال آثارها التي تظهر على الإنسان، فكما ذكر في الآية الكريمة: "فطرة الله التي فطر الناس عليها"، فإن الله تعالى يخلق الإنسان مفطورًا على الخير وقد عرفت معنى كون الدين فطريًا ، ويسمى إسلامًا لأن فيه تسليم العبد لإِرادة الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: "إن الدين عند الله الإِسلام" ويسمّى دين الله لأنه الدين الذي يريده الله من عباده من فعل أو ترك. إذن الإسلام فطري ومن أهم حيثياته ومكملاته العفة فنستنتج مما تقدم أن العفة صفة فطرية يكملها مكتسب الانسان من خلال اكتساب الخبرة في تعاليم دينية فهي لاتقتصر على عفاف الظاهر والمتمثل باللباس الشرعي لكلا الجنسين فللعفة أنواع كثر سنذكر بعضًا منها لنكون على إدراك كامل بأنها من أساسيات تعاليم ديننا الإسلامي، فمنها العفة عن أكل الحرام والعفة عن إظهار الحاجة المادية كما في قوله تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ﴾. وفي الختام لا شكّ أنّ الإنسان ذو بعدين مادي وروحي، وأن لكل منهما طريقة وأسلوبًا يعمل الإنسان على تربيته وتنميته، وبهما تتقوّم إنسانيّة الإنسان، فالعفة تشمل جميع تصرفات الانسان تقريبًا فهي تدخل في الأفعال والأقوال، فهنيئا لمن كان جامعًا لكل صفات العفاف ما ظهر منها ومابطن فقد وصل أعلى مراتب الشرف أمام الله تعالى وأمام نفسه فحيصل حينها العبد على جائزة تزكية النفس الا وهي هالة العفاف الحارسة.