إعداد وتقديم: زهراء الطالقاني. المونتاج الإذاعي: دنيا الحميري. محور الحلقة (أعتاب العفاف)، الحديث حول كيفية بناء النفس وترتيب الالولويات بما يتناسب مع العفاف الذي نصت عليه الشريعة الإسلامية والتدرج بمعرفة حيثياته لنصل الى معرفة تقينا من الزلل. للوصول الى أي هدف لابد من خطة منظمة وواضحة متكاملة الاوجه للبدء، فمثلًا موضوع العفة هو موضوع ذو جذور وفروع فلابد من ان ينظر الانسان الى نفسه في هذه الحالة ليعد ما فيها من مقومات العفاف ومن ثم تحديد كل مايشوبه لتفعيل ما موجود من مقومات وإصلاح ما وجد من مشوبات. فلابد من التذكر أنك أنتَ وأنتِ شباب اليوم آباء الغد، فمسؤولية جيل متكامل تقع على عاتقكم للارتقاء به للوصول الى رضا الله تعالى وليكون ذا مردود اجتماعي واضح وجيد فإن العفة بمردودها الجيد والسيئ تؤثر مباشرة على مجتمع الفرد ومحيطه ولابد من التركيز في انتقاء الفرد لكل حيثياته بدءًا من مصادر المعلومات، فنحن نعيش أجواء متوترة من مصادر المعلومات الكثيرة والمنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي التي قد يكون هدفها واضح للمترسخين والمتعمقين في حيثيات الدين الاسلامي الا أنها إحدى أدوات الحرب الناعمة التي يعاني منها المجتمع في وقتنا الحالي والتي تعد من أشد الأسلحة تأثيرًا التي تقوم بتحقيق الأهداف عن طريق الجاذبية بدلًا من الإرغام أو حتى دفع الأموال أو الحرب المسلحة لفرض فكرة معينة بعيدة كل البعد عن تعاليم الدين الإسلامي والتي من أهم أهدافها هدم سور العفة وإقناع المجتمعات بترك القيم والابتعاد عن التعاليم الاسلامية وسلخ الهوية بطريقة غير مباشرة قد تكون من خلال منصات إعلامية أو زج مجموعة من المروجين من خلال الاستفادة من ثغرات التناقضات الموجودة داخل المجتمعات للترويج لفكرهم داخلها ومن خلال هذه الادوات يتم العمل، ويُمثِّل العقل القوام الأساسي الّذي عليه ترتكز سائر العناصر، وقد أشارت الروايات إلى هذا الموضوع فقد روى الأصبغ بن نباتة عن الإمام علي عليه السلام قال: "هبط جبرائيل على آدم عليه السلام فقال له: يا آدم إنّي أُمرت أن أُخيّرك واحدة من ثلاث فاخترها ودع اثنتين، فقال له آدم: يا جبرئيل وما الثلاث؟ فقال: العقل والحياء والدِّين، فقال آدم: إنّي اخترت العقل فقال جبرئيل للحياء والدِّين: انصرفا ودعاه، فقالا: يا جبرئيل إنّا أُمرنا أن نكون مع العقل حيث كان، قال فشأنكما وعرج".