تفاصيل الحلقة

الحلقة الثامنة: التربية السياسية

1445
مشاركة الحلقة
image

إعداد وتقديم: زهراء الطالقاني المونتاج الاذاعي: علا نعمة محور الحلقة (التربية السياسية) ولأن السياسة جزء أصيل من الحياة الاجتماعية للناس فلابد من تعليمها للأبناء لأن الحياة الاجتماعية بكل أجزائها جزء من الدين؛ لأن الدين الاسلامي بوجه خاص نظّم الحياة الانسانية كلها ورسم لها حددوها وبث فيها القيم التي تنفعها في الدنيا والاخرة. - (وما الداعي من تربية الأبناء سياسياً) ؟ هناك دواعٍ كثيرة وسنتعرف عليها من خلال هذه الحلقة، إنه من أهم وظائف الاسرة التي يجب ان تؤديها نحو أفرادها اي نحو المجتمع لأن الاسرة هي جزء من المجتمع ويتم ذلك من خلال تكوين مفهوم صحيح للسلطة الاسرية وتحرير مفهوم دقيق للطاعة في مجال الاسرة وفي مجال المجتمع. ومن أسس الوعي السياسي التي يجب على الأسرة أن تعززه في أبنائها أن تعلمهم نوع الأعمال وحسن وتوزيعها على القائمين بها من أعضاء الأسرة، فيعرفون بدقة نوع عمل الاب ويفرقون بينه وبين عمل الأم وهنا يدركون مدى العدالة الالهية في توزيع الحقوق والواجبات ويفرقون بين عمل الكبار وعمل الصغار، وهذه تعد تنشئة سياسية صحيحة والتي يراها الاسلام برؤيته مصلحة الفرد المسلم بيحث يقر في أذهان الأبناء أنه لا أحد في الاسرة بغير عمل الا ان يكون غير قادر عليه. وان الابوين مهما تكن درجة تعليمها ثقافة فلابد ان لها رؤية في السياسة، ولهما إلمام بالقضايا السياسية المطروحة أمامها على مستوى محيطهما بصفتهم أفراداً داخل وطنهم وعليهما أبصار ابنائهم بهذه القضايا على قدر ما يستطيعون. - (كيف ننمي الجانب السياسي في حياتنا اليومية ليكون درساً عملياً ونظرياً لأبنائنا في الوقت نفسه؟) علينا أن نتفق على أن السياسة هي فن إدارة الحياة، بما يحقق أهدافها فالأب الذي يدير حياة أسرية بشكل يحقق أهدافها ويسعد أفرادها هو أب سياسي ورشيد في قيادته للأسرة، ويعدّ درساً عملياً مناسباً وقريباً لأبنائه، فالأسرة هي المجتمع السياسي المصغر وفيها الأدوار السياسية الكبرى للأب والأم والأولاد هم المواطنون لكنهم سياسيو الغد، فعلى الأبناء أن يلقّنوا أن الطاعة الاولى للوالدين والطاعة المطلقة لله عزّ وجلّ. ويتدّرب الأولاد في البيت المسلم على التشاور في أمور الأسرة، هذا يساعدهم على إبداء آرائهم فيمنحهم القدرة على التأثير والتأثر، والتعاون من الأساسيات التي يجب على العائلة المسلمة أن تتصف بهذه الصفة إضافة الى صفة العدل وهذه الصفة سيلمسونها من خلال تعامل الوالدين مع الأبناء من الذكور والاناث بأسلوب واحد وطريقة واحدة، والى هنا وصلنا الى تبيان التنمية العملية والاملائية للأبناء بما يخص التربية السياسية. - (وهل هناك تأكيد من الدين الإسلامي على مسألة التربية السياسية) نعم، بالتأكيد فقد خلق الله الإنسان وجعله خليفته في أرضه لتنفيذ منهج الله فيها، فالإنسان مسؤول لذلك جعله الله حرًا، وجعل الحرية فطرة طبيعية للإنسان، ولابد من سياسة معينة يتعامل بها الإنسان لإدارة أموره بصفته خليفة الله على أرضه، لذلك أكد الإسلام على الخبرة السياسية لأنها فن ومهارة وعلم ولايستطيع الإيتاء بها الا من حظي بعلم وخبرة حياتية جيدة وكان مدركاً لأمور المحيط. وهي جزء من الحياة لايمكن أن نستغني عنها فلذلك وجب تعليمها وتربية أبنائنا على السياسة، فالإنسان يستطيع أن يحقق أهداف حياته من خلال التعامل الصادق الذكي مع الآخرين. وفي الختام هل نملك أن نعلم أبناءنا فن السياسة ومهاراتها؟ الاجابة بالنفي قطعاً ولكن وجب أن نعلمهم السياسة التي تعمر بها الحياة وترتقي بها ولابد أن تسير على وفق ثلاثة معايير سياسية وهي الحرية والعدل والتشاور.