إعداد وتقديم: زهراء الطالقاني المونتاج الاذاعي: علا نعمة محور الحلقة (التربية العقائدية) إنّ من أهمّ حقوق الطفل على والديه تربيته على الدين الحنيف وزرع العقيدة الثابتة في عقله وقلبه حتّى يصبح بصيراً في أمر دينه ودنياه. - (التربية العقائدية شيء مهم جداً فهل هناك تدرج نسير عليه مع أبنائنا لتكون عقيدتهم راسخة) تنطوي التربية العقائدية للطفل على بعدين: الأوّل: إيجابيّ: ويهتمّ بتهيئة الطفل وتقوية استعداداته لقبول العقائد والمعارف الحقّة المتعلّقة بالله تعالى وصفاته والنبوّة والإمامة والمعاد. والثاني: سلبيّ: أي إبعاد الطفل عن البيئة التي تشتمل على عقائد باطلة. وللتربية العقائدية السليمة دور حيويّ في بناء هوية الطفل، وتهدف إلى الإجابة عن الكثير من التساؤلات التي يطرحها لاسيما تلك المتعلّقة بعالم الغيب، كسؤاله عن الخالق جلّ وعلا أو الموت... فإنّ الإجابات التي يقدّمها الدين الإسلاميّ في هذا المجال كفيلة بمنح الطفل شعوراً بالأمان والسكينة يزيل القلق والخوف من المستقبل المجهول في نفس الطفل.. وهذا ما نلمسه في حياة الأنبياء عليهم السلام، فيوسف عليه السلام ذلك الطفل الذي كان في التاسعة من عمره حين ألقاه أخوته في غيابة الجُبّ، وعندما التقطه بعض السيّارة وأُخرج عليه السلام من البئر، قال لهم قائل: استوصوا بهذا الغريب خيراً، فقال لهم يوسف: "من كان مع الله فليس في غربة". - (وهل هنالك مناهج خاصة بالتربية العقائدية) يرى بعض الناس أنّ التربية العقائدية والدينية للطفل تتجاوز قدراته الذهنية وتفوق استيعابه، وأنّها تؤدّي إلى انعكاسات سلبية على بناء شخصيته، أو تسلبه حريّة الاختيار في انتخاب العقيدة التي يريدها عن بحث وتنقيب. ومن حقّ الباحث التربويّ أن يطرح مثل هذه الأسئلة حول التربية العقائدية للطفل: هل يستوعب الطفل المسائل العقائدية حتّى نربّيه عليها؟ وفي أيّ مرحلة عمرية ننطلق بعملية التربية العقائدية للطفل؟ وما طبيعة القضايا العقائدية التي نبدأ بتعريفه عليها؟. إنّ الطرق إلى الله تعالى بعدد أنفاس الخلائق، ويمكن التعامل مع مسألة وجود الله تعالى من خلال مناهج عدّة، ومن أهمها منهجان: الأول: المنهج النظريّ الذي يعتمده الفلاسفة من خلال تقديم أدلّة استدلالية عقلية لمعرفة الله تعالى، حيث يقيمون الأدلّة التي تحتاج إلى إعمال فكر لإثبات وجود الله تعالى. وهذه الطريقة بعيدة عن أفهام عامة الناس فضلاً عن أذهان الأطفال. الثاني: المنهج الفطريّ الذي يعمل على مخاطبة الفطرة الداخلية في الإنسان، حيث إنّ الفطرة مجبولة على الإيمان بالله تعالى، وهذا المنهج سلكه عامّة الناس في حياتهم الإيمانية في خطّ علاقتهم مع الله تعالى، كما سلكه أئمّة أهل البيت عليهم السلام في التربية العقائدية. - (كيف نبعد الطفل عن البيئات الثقافية التي لاتتناسب مع عقائدنا الاسلامية) إنّ الإسلام أكدّ على أهمية تأمين البيئة المناسبة لتربية الطفل من الناحية العقائدية من جهة، وأكّد على ضرورة إبعاده عن البيئة العقائدية المنحرفة من جهة ثانية، وعن الإمام عليّ عليه السلام، قال: "علّموا صبيانكم (من علمنا) ما ينفعهم الله به، لا تغلب عليهم المرجئة" إنّ الطفل مفطور على التربية التوحيدية، وإنّ المربّي له أن يستثير هذه الفطرة الكامنة لدى الطفل ويفعّل القابليّات، وهذا يولّد تساؤلات عدّةة منها: - (كيف أثير الفطرة التوحيدية في نفس الطفل)؟ في الجواب عن هذا السؤال، يمكن طرح أساليب عدّة لاستفادة المربّي منها في التربية العقائدية للطفل، وهي على عدة اساليب فمنها: أسلوب التلقين اللفظي، أسلوب معرفة قانون السببية. إنّ تربية العقل على التفكير بالأمور والربط بين الأشياء والتعرّف على أسبابها يؤدي دوراً في تنمية الإحساس بالله تعالى، إضافة الى تنمية النزعة الحسية التجريبية وأيضاً أسلوب التمرين على العبادات.