تفاصيل الحلقة

الحلقة العاشرة: العفة والتزهد

1445
مشاركة الحلقة
image

إعداد وتقديم: زهراء الطالقاني. المونتاج الإذاعي: دنيا الحميري. محور الحلقة (العفة والتزهد) إن عدم وجود غرض يعود إليه تعالى لا يعني عبثية الخلق والتي تنافي الحكمة الإلهية، قال تعالى ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ﴾، والعبث يطلق على الشيء الذي لا غاية حقيقية له، وهو يأتي في قبال الحكمة. إن الإنكار هنا بمعنى أنكم حسبتم أن لا حكمة في خلقكم، وأن ليس هناك غاية حكيمة، وأن حكمة أن يكون العبد مقرًا بالعبودية عفيفًا في نفسه متزهدًا بملذات الحياة لتكون هذه الصفات مجتمعة هي أساس صقل شخصيته. إن قيمة كل شيء بنفعه وهذا يجري على كل المخلوقات في هذا العالم وعلى وجه الخصوص على الإنسان فلذلك خلق الله الشمس للنفع منها، فإن الله خلق شمسين في الوجود شمس نجمية وهي المألوفة التي نراها يوميًا في كل شروق، وشمس الوجود وهو النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فإن الله خلق الشمس مطهرة للأرض والنبي الكريم هو المطهر من للروح البشرية من الشوائب فبذلك يكون الإنسان إذا اتبع الرسول وسننه وصل الى تلك النفس العفيفة المتزهدة وبهذا يجد قيمته الحقيقية المخلصة العبودية واضحة الهوية، فالإنسان عليه أن يبحث على أصل خليقته وسبب تسميته بالعبد، وإذا ابتعد العبد عن إداء واجباتها تجاه نفسه وعائلته والمجتمع المحيط به تجرد من النفع وخرج من إطار حكمة خلق المخلوق وهويته التي خلقه الله فيها وبانشائه على أساسها وهي هوية العبودية لله عز وجل التي هي أصل خليقة الإنسان والقرآن الكريم يصرح في موضع منه: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ أي أن غاية خلق الإنسان والموجود الآخر المسمى بـ(الجن) هي العبادة.