تفاصيل الحلقة

حلقة خاصة: مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) العلمية - منارة العلم وشمس المعرفة

25 شوال 1445
مشاركة الحلقة
image

إعداد: سوسن عبدالله. تقديم: سارة عامر. الإخراج الإذاعي: فاطمة الزهراء الموسوي. في لحظة تأبين ووفاء، نعيش معًا ذكرى شهادة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، ذلك البحر الزاخر بالعلم، والسراج المنير للهداية، وفي هذه الذكرى الأليمة، نستلهم العبر من حياته المباركة، ونستذكر إرثه العلمي الخالد الذي أضاء ظلمات الجهل، وفتح أبواب المعرفة على مصاريعها. تميزت مدرسة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) بمزايا قلّ نظيرها في تاريخ الحضارة الإسلامية، فكانت بحقٍ منارةً علميةً شامخةً تفيض حكمةً وعلمًا، تخطت بتميزها كل المدارس التي عاصرتها أو سبقتها. وقد تجلّت عظمة هذه المدرسة في محورين أساسيين: أولاً: عظمة المؤسس وشموخ الشخصية، فقد كان الإمام الصادق (عليه السلام) عَلَمًا يُشار إليه بالبنان، حيث أجمع العلماء على سعة علمه التي بلغت الآفاق، ومتانة أدلته التي تقوم على الحجة والبرهان، مع ما اتصف به من ورعٍ وتقوى وزهدٍ يندر وجوده في العظماء. ثانيًا: الشمولية المعرفية التي اتسمت بها هذه المدرسة الفذة، حيث لم تقتصر على العلوم الشرعية من فقه وحديث وتفسير وعلوم قرآن وعلم كلام، بل امتدت لتشمل فنون العربية وآدابها، ثم تجاوزت ذلك إلى آفاق العلوم الإنسانية والطبيعية، فشملت الكيمياء والطب والفلك والفيزياء وغيرها من العلوم التي كانت نواة للحضارة العلمية الحديثة. لقد جمعت هذه المدرسة العظيمة بين الأصالة والابتكار، بين العمق والشمول، فكانت بحقٍ نموذجًا فريدًا للمدرسة الإسلامية الكاملة التي تخرّج منها الأعلام، وظهرت فيها المواهب، وازدهرت تحت ظلالها مختلف صنوف المعرفة الإنسانية.

آخر الحلقات