إعداد: وفاء عمر عاشور تقديم: هند الفتلاوي المونتاج الإذاعي: هنادي الحسناوي إن للكلمة صولة وجولة في عالم البلاغة ولها تأثيرها المتميز على المجتمعات، ولها صدى ووقع كبير فهي تهدم أممًا وتسقط ملوكًا وبها يتم تغيير أنظمة وتشييد أخرى. ولقد كانت السيدة أم البنين عليها السلام تملك أركان الإعلام وأبعاد العملية الإعلامية، من خلال الفكرة التي تدافع عنها، وهي إيمانها المطلق بنهضة الإمام الحسين عليه السلام، وما تؤول إليه سواء في حالة السلم أم النزاع. إن إصرار السيدة أم البنين عليها السلام، على زج جميع أولادها الأقمار الأربعة مع الإمام الحسين عليه السلام للقيام بنهضته المباركة دليل واضح على رفضها ومعارضتها الشديدة لحكم بني أمية، فقدمتهم قرابين على منحر الحرية، مفتخرة بشجاعتهم أمام الأجهزة الحاكمة، وبعد انتهاء الواقعة لم تتوانَ في فضح أكاذيب بني أمية، وكانت تحرص كل يوم على الذهاب الى البقيع لتعمل أربعة قبور متراصفة تشير بها إلى أولادها سلام الله عليهم وتفرد قبرًا آخر في الجهة المقابلة، لهذه القبور تطلق عليه قبر الحسين عليه السلام، وتندب عليهم وتنشد فيهم ما يقرح القلوب، فحركتها هذه كانت تحمل بين طياتها نشر مظلومية الإمام الحسين (عليه السلام) ولتبين للناس حقيقة ما جرى في يوم عاشوراء وفي المقابل أيضًا تواجه الحملة الإعلامية المضللة التي قامت بها الدولة الأموية في المدينة لتشويه أهداف نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) وتحريف منهاج ثورته التي خرج بها ضد الطاغية يزيد.