تفاصيل الحلقة
الحلقة الخامسة: التوازن النفسي في شخصية الرسول الكريم(ص)

إعداد: نوارس فائق. تقديم: زهراء فوزي. المونتاج: نبأ شاكر. عنوان الحلقة: التوازن النفسي في شخصية الرسول الكريم(ص). الحلقة الخامسة: مما جاء فيها ما يلي: مستمعاتي إن الدارس لشخصية رسول الله(ص) ليجذب نظره ذلك التوازن الدقيق بين معالمها، مما لا يمكن أن تجده في أي بشر سواه، هذا التوازن - الذي يعد من أبرز دلائل نبوته- يتمثل في الكم الهائل من الشمائل ومحاسن الأخلاق التي اجتمعت في شخصيته عليه الصلاة والسلام، على نسق متعادل لا تطغى صفة على صفة، ولا توظف صفة في موقف لا تحتاجه، ولا تليق به، بل لكل مقامٍ مقال، ولكل حالة لبوسها، حتى لا يستطيع ذو عقل أن يقول: ليت ما أمر به نهى عنه، أو ما نهى عنه أمر به، أو ليته زاد في عفوه أو نقص من عقابه؛ إذ كلٌّ منه على أمنية أهل العقل وفكر أهل النظر... إنه الكمال البشري الذي يقود المسلمين إلى مزيد من الإعجاب والحب لرسولهم الكريم، مفاخرين الدنيا بأسرها أنهم أتباع سيد البشر.. حُقق التوازن النفسي في شخصية الرسول أسمى غايته، فكان ذو نفس سويَّة، تتمتع بمثالية يدركها من له أدنى معرفة بالسلوك النفسي وأبعاده، فما كان (عليه الصلاة والسلام) بالكئيب العبوس الذي تنفر منه الطباع، ولا بالكثير الضحك الهزلي الذي تسقط مهابته من العيون، ولم يكن حزنه وبكاؤه إلا مما يحزن ويبكي منه العقلاء في غير إفراط ولا إسراف.. شهدت البشرية في تاريخها الطويل انفصالاً بين المثل والواقع، بين المقال والفعال، بين الدعوى والحقيقة، وكان دائماً المثال والمقال والدعوى أبر من الواقع والفعال والحقيقة. وهذا شيء يعرفه من له أدنى معرفة بالتاريخ والحياة، غير أن هذه الظاهرة تكاد تكون مفقودة في واقع الرسل وأتباعهم، فهم وحدهم الذين دعوا الإنسانية إلى أعظم قمم السمو، ومثلوا بسلوكهم العملي هذه الذروة بشكل رائع مدهش... ويستمر الخوض في المحور حتى استيفائه ومن ثم تختم الحلقة.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.