تفاصيل الحلقة
الحلقة التاسعة: الشخصية المترددة

إعداد وتقديم: سوسن عبد الله إخراج: زينب عدنان الضيفة: د. مريم الياسري معادلة اليوم تقول: "قسوة + مسؤوليات فوق طاقته تؤدي للفشل = شخصية مترددة"، وهي تلخّص بدقة مسارًا نفسيًا شائعًا يتعرض له الكثير من الأبناء نتيجة لأنماط تربوية غير صحية. فالوالدان يشكلان الركيزة الأساسية في بناء شخصية الأبناء منذ الصغر، ويؤثران بشكل مباشر وعميق على طريقة تفكيرهم ونظرتهم لأنفسهم والعالم من حولهم. ولعل من أبرز الأسباب التي تسهم في تكوين الشخصية المترددة هو الأسلوب القاسي في التربية، خاصة إذا مورس في سن مبكرة، فالقسوة، مهما كان دافعها، تمثل انحرافًا عن النهج التربوي السليم، وتؤدي في كثير من الأحيان إلى تراكمات نفسية تتحول إلى عقد داخلية وشعور بالنقص، ما ينتج عنه شخصيات مهزوزة لا تثق بقدرتها على اتخاذ القرار. وليس هذا فحسب، بل إن تحميل الطفل أو المراهق مسؤوليات تفوق طاقته العقلية أو العاطفية أو الجسدية يولّد لديه شعورًا دائمًا بالفشل والعجز، فيربط بين القرار والنتائج السلبية، ويبدأ بتجنّب اتخاذ القرار من الأساس، وهذا ما نراه في شخصية مثل فاطمة، التي أصبحت مترددة في أبسط شؤونها اليومية، تارة تتقدم وتارة تتراجع، حتى يضيع منها الوقت والفرص، ثم تلجأ إلى الآخرين فتزداد حيرتها بدلاً من أن تهتدي للحل. إن تجنب القسوة لا يعني غياب الحزم، بل هو توازن بين الحب والانضباط، وبين التوجيه والتفهم، ويمكن للوالدين اعتماد بدائل تربوية أكثر فعالية مثل الحوار المفتوح، تعزيز الثقة بالنفس، تشجيع الاستقلالية التدريجية، واحترام مشاعر الطفل وقدراته، كما يجب الحرص على عدم تحميله ما لا يطيق من مسؤوليات، بل مساعدته على اكتشاف قدراته وتنميتها ضمن بيئة آمنة وداعمة. وفي النهاية، الشخصية المترددة ليست قدرًا محتومًا، بل حالة يمكن تجاوزها بالتدريب النفسي والتربوي، وبناء الثقة بالنفس، وتعلّم مهارات اتخاذ القرار، وطلب الدعم من المتخصصين عند الحاجة. التردد لا يعالج بالضغط، بل بالفهم والتدريب والاحتواء.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.
آخر الحلقات

