إعــداد: آلاء طعمة تقديم: زهراء فوزي الإخراج الإذاعي: فادية شوقي الضيفة: حوراء الأسدي/ أستاذة حوزوية يتجاوز مفهوم الأمن الفكري كونه بُعدًا دينيًا لدى المسلمين، ليشكّل في جوهره منظومة متكاملة من المفاهيم التي ترتبط بهوية الفرد المسلم وسلامة المجتمع الإسلامي، فهو مفهوم ثقافي يُعبّر عن الموروث الحضاري والفكري الذي يصوغ الصورة الذهنية للمسلم ومجتمعه، ويجسد الوعي الجمعي الذي يحدد معالم الانتماء والهوية. كما أن الأمن الفكري يُعد سلوكًا يعكس مستوى الوعي الحضاري للفرد، ويظهر في احترامه لقيم الإنسان، ونظرته المتوازنة للمرأة، وحرصه على ترابط الأسرة وسلامة البيئة الاجتماعية، ويتجلى أيضًا كمفهوم رمزي يعكس مدى تقدير الفرد للموروث من عادات وتقاليد وأخلاق، بما يعزز الانسجام بين الأصالة والمعاصرة، وعلى الصعيد النفسي، يبرز الأمن الفكري من خلال نقاء القلب وسلامة الصدر، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم في آيات متعددة تؤكد على دور القلب السليم في تحقيق الطمأنينة الفكرية والنفسية، فالأمن الفكري هو الحصن الذي يحفظ الإنسان من الانحرافات الفكرية والسلوكية، ويمنحه الاتزان في مواجهة التحديات، ليبقى متصلاً بجذوره وقادرًا على الإسهام في بناء حضارته.