تفاصيل الحلقة

الحلقة الثانية عشرة: الأمير قائد الأخلاق

19 ذو الحجة 1446
مشاركة الحلقة
image

إعداد وتقديم: سارة عامر الإخراج الإذاعي: خديجة الموسوي الضيفة عبر الاتصال: منال الخزرجي في زمن تتعاظم فيه التحديات وتتسارع فيه التغيرات، يبرز دور الشباب كقوة فاعلة في بناء المجتمعات وصياغة مستقبلها. غير أن القيادة الحقيقية لا تُقاس بالمناصب أو الشهرة، بل تتجذر في المبادئ الأخلاقية التي تُمارس وتُجسد في الحياة اليومية، فالقائد الشاب الذي يتحلى بالنزاهة، الصدق، والعدل، يترك أثراً عميقاً فيمن حوله، ويصبح قدوة تُحتذى لا بالكلام، بل بالفعل. وتواجه هذه الفئة تحديات أخلاقية كبرى في زمن كثرت فيه المغريات وضغوط الحياة الرقمية والاجتماعية، من التنازل عن القيم مقابل النجاح السريع، إلى مجاراة السلوكيات السلبية بدافع القبول والانتماء. لكن الشباب الذين يتمسكون بثباتهم القيمي ويتعاملون بعدالة وشفافية، هم من يصنعون الفرق، ويقودون التغيير بثقة ومسؤولية. القدوة في هذا السياق ليست شخصية مثالية بعيدة المنال، بل هي كل من يعكس قيم الخير والإيجابية بسلوكه اليومي، بدءًا من احترام الآخرين، مرورًا بتحمل المسؤولية، وصولًا إلى الإلهام في الأوقات الصعبة. فالسلوك الشخصي هو العمود الفقري لأي مشروع قيادي أخلاقي، وهو ما يرسخ التأثير الإيجابي في المجتمع. ولا يمكن الحديث عن نجاح القيادة دون التأكيد على العلاقة الوثيقة بين الأخلاق والقدرة على التأثير الحقيقي. فالقائد الذي لا يتسلح بالمبادئ، قد يبلغ مكانة، لكنه لن يصنع أثرًا دائمًا أو يحظى بثقة مجتمعه. لقد أثبت كثير من الشباب في العالم العربي أن بإمكانهم إحداث تغيير اجتماعي جذري بالاعتماد على القيم الأخلاقية، سواء في مبادراتهم التطوعية، أو في دفاعهم عن القضايا العادلة، أو حتى في ريادة الأعمال الهادفة. وفي الختام، تبقى الرسالة الأهم لكل شاب وشابة يتطلعون إلى القيادة أن التغيير يبدأ من الداخل، وأن الأخلاق ليست عبئًا على القيادة، بل هي روحها ووقودها. فمن يزرع القيم في نفسه، يحصد الثقة من مجتمعه، ويقود نحو غدٍ أفضل.