تفاصيل الحلقة

الحلقة الثانية عشرة: بين حسن النية وسوء النية

24 ذو الحجة‏ 1446
مشاركة الحلقة
image

إعداد: سوسن عبد الله تقديم: سوزان الشمري الإخراج الإذاعي: منار علي الضيفة: مائدة الدوركي تحدثنا في هذه الحلقة عن النية باعتبارها الأصل الذي ينبع منه كل فعل وقول، فهي المعيار الحقيقي الذي تُوزن به الأعمال، لا بما يظهر منها، بل بما انطوت عليه القلوب، وقد أكدنا أن حُسن النية كان ولا يزال كنزًا ثمينًا لا يُرى، لكنه أتى بالخيرات والبركات لصاحبه، إذ أن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن نيته، بل رزقه من حيث لا يحتسب، وملأ قلبه سعادة وسكينة لا تُشترى. تناولنا مفهوم النية، وفصّلنا الفرق بين النية الحسنة التي تنبع من صفاء القلب، والنية السيئة التي تُخفي غرضًا أو خبثًا قد لا يظهر في الظاهر، لكنه يؤثر في بركة العمل، واستشهدنا بقول الإمام الصادق (عليه السلام): "لابُدَّ لِلعَبدِ مِن خالِصِ النِّيَّةِ في كُلِّ حَرَكَةٍ وسُكونٍ، لأنَّهُ إذا لَم يَكُن هذا المَعنى‏ يَكونُ غافِلاً"، وفسّرنا هذا القول بأن خلو النية من الإخلاص يجعل الإنسان في حالة غفلة، حتى وإن ظن أنه يؤدي واجبه. تطرقنا كذلك إلى المغالطات التي انتشرت في مجتمعاتنا، ومنها اعتبار الإنسان صاحب النية الصافية شخصًا ساذجًا أو ضعيفًا، وأوضحنا أن صفاء النية لم يكن يومًا ضعفًا، بل هو القوة الحقيقية التي تصون الإنسان وتوجّهه نحو الخير بثبات. كما استعرضنا الآثار السلبية المترتبة على سوء النية، سواء في العلاقات أو في المواقف اليومية التي تفسدها الظنون والمقاصد الملتوية. وتحدثنا عن الطرق التي يُمكن للإنسان أن يُعالج بها نيته، ويعود بها إلى صفائها، من خلال الصدق مع النفس، ومحاسبتها، والتوجه لله بإخلاص. واختتمنا الحلقة برسالة مؤثرة: "لقد غلب من صفَت نيته، وإن تأخر نصره، فسنن الله لا تُخالف، ومن طهّر سريرته رُزق من الخير فوق ما يتمنى" كما تأملنا في قوله تعالى: ﴿وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ وقدّمت ضيفتنا تعليقًا صوتيًا عميقًا حول هذه الآية، ختمنا به اللقاء بروحانية خاشعة.