تفاصيل الحلقة
الحلقة الثانية والعشرون: تأثير الألفاظ في إثارة التفكير

إعداد وتقديم: نهاوند العبودي الإخراج الإذاعي: هبــة قاســـم الضيفة: د. مواهب الخطيب/ تدريسية في كلية العلوم الإسلامية في جامعة كربلاء أولى القرآن الكريم مسألة التفكر أهمية عظيمة، فجاءت آياته تزخر بالحثّ على التعقل والتدبر، إدراكًا لقيمة العقل كأداة لفهم الحقائق وكشف دلائل الهداية في النفس والكون. فالإنسان المتفكر يثمر فكرًا ناضجًا، ونظرًا عميقًا، ويصل إلى الإيمان الحقّ عن قناعة ويقين، مستنيرًا ببصيرة تهديه إلى الطريق المستقيم. وقد استخدم القرآن صيغًا لغوية تحفيزية تستنهض العقول، كقوله تعالى: "أفلا يعقلون"، "أفلا يتفكرون"، "إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون"، وهي عبارات تتكرر بأساليب بلاغية مؤثرة، تجعل العقل في حالة يقظة دائمة. ومن الفلسفات الإلهية العميقة أيضًا، افتتاح بعض السور بالحروف المقطعة مثل: (الم)، (كهيعص)، (حم)، التي تثير الدهشة وتحرك الذهن للسؤال والتأمل، وكأنها مفاتيح رمزية تدعو الإنسان للتفكر في جوهر هذا الكتاب ومعانيه العظيمة. كما يعرض القرآن الكريم قضايا كونية، وحوادث تاريخية، ونواميس حياتية، كل ذلك في سياق يدفع القارئ إلى استخدام أدوات التأمل والنظر، كالربط بين الظواهر، والمقارنة بين المواقف، واستنتاج العبر، والتفكر في الحكمة وراء كل مشهد قرآني. إن التفكر في القرآن ليس عشوائيًا، بل هو علم قائم على أساليب، تبدأ من التأمل الصامت، وتمر بالتحليل والمقارنة، وتنتهي بالتبصر والاستبصار، مما يبين أن القرآن لم يخاطب القلوب فحسب، بل خاطب العقول لتكون شريكة في رحلة الإيمان والفهم واليقين.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.
آخر الحلقات

