إعداد: منال الخزرجي تقديم: سوسن عبد الله إخراج: زينب عدنان في هذه الحلقة الخاصة، صدحت كلماتنا بتهنئة صادقة بمناسبة عيد الأضحى المبارك، العيد الذي تتجلّى فيه أسمى معاني الطاعة والتسليم، والتضحية والإيمان، حيث تقترن الفرحة بالعبادة، وتُضيء بيوت المؤمنين أنوارُ الرضا والقرب من الله سبحانه وتعالى. ها هو عيد الأضحى يُقبل علينا، عيد الإيمان العميق، عيد التقرّب بالمحبة والطاعة، فما أجمل أن يبدأ صباحه بدعاء خاشع، وابتسامة نقية، ورسالة محبة صادقة من القلب إلى القلب، وفي خضمّ زحمة الهدايا والمظاهر، لا ننسى أن أجمل الهدايا هي القلوب الصافية، والنفوس الطيبة، وأن ما يُقدَّم بنيّة صادقة، هو الأثمن والأبقى. تقبّل الله طاعاتكم، وأتمّ عليكم المسرّات، وجعل العيد سعادةً دائمةً في بيوتكم وأرواحكم، وكل عام وأنتم بألف خير، ترفرف فوقكم رايات الرحمة، وتغمر أيامكم بركات العيد ومسرّاته. وفي محور حلقتنا لهذا اليوم، نسلّط الضوء على مسألة دقيقة، وهي أن الأعياد والمناسبات الدينية قد دخلت على مجتمعاتنا الإسلامية في الآونة الأخيرة بصور ومظاهر يغلب عليها طابع الانبهار والتقليد، تحت عنوان "التطلع والتطور"، حتى كادت تفقد شيئًا من روحها الأصلية ومقصدها الشرعي. لقد انطلت بعض هذه المظاهر على شبابنا، فجعلوا من الأعياد استعراضًا خارجيًا، لا ارتباط له بالمعاني الدينية العميقة التي أرادها الله لنا، ولا بالأجواء الإيمانية التي تُنقّي القلب وتزكّي الروح، من هنا، كان هدفنا في هذه الحلقة أن نُعيد طرح فهم العيد من زاوية دينية أصيلة، لنعين الأهل والمربين على تصحيح المسار، وتوجيه أبنائهم إلى ما يُرضي الله، ويجعل من الأعياد محطةً للنقاء والتقوى، لا مناسبةً للغفلة أو التبذير أو الانفلات فلنُحيِ العيد ونُبقيه منارةً للوعي، لا ساحةً لتقليدٍ أعمى. عيدكم عبادة وفرح، عطاء وطهارة، وكل عام وأنتم على درب النور سائرون.