إعداد: عهود العارضي تقديم: دعاء ظافر الإخراج الإذاعي: منار علي الضيفة: مريم الخفاجي تناولت هذه الحلقة جانباً محورياً من نهضة الإمام الحسين (عليه السلام)، يتمثل في تصديه الواعي والمنهجي للإعلام الأموي المضلل، الذي مثّل إحدى أخطر أدوات السلطة الأموية في تشويه الحقائق، وتحريف الوعي، وقلب المفاهيم الإسلامية الأصيلة. في ظل هيمنة إعلامية ممنهجة، سعت السلطة إلى تصوير الإمام الحسين (عليه السلام) على أنه متمرد على "الخليفة الشرعي"، وسعت لتجريده من شرعيته الروحية والدينية، عبر خطاب دعائي مُضلِّل، هدف إلى تشويه صورته وتقويض زخم التأييد الشعبي لنهضته المباركة. وقد تجاوز هذا الإعلام حدود التشويه الشخصي إلى مستوى أعمق من التضليل، تمثل في تبرير القتل وسفك الدماء تحت غطاء الطاعة، كما تجلّى ذلك في كتابات بعض الخلفاء، التي بثّت مفاهيم مغلوطة بأن الخروج على الحاكم يستوجب الهلاك. وقد كشفت الحلقة كيف أن أول أهداف نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) كان كشف الزيف الإعلامي وفضح الرواية السلطوية، من خلال تعريف الأمة بهوية النهضة وأهدافها النبيلة، قبل أن يشدّ الركب نحو كربلاء. فقد اتخذ الإمام (عليه السلام)خطاباً إعلامياً واضحاً، واستند في كل كلماته إلى الصدق والشفافية، مخاطباً الأمة بلغة الحق والوجدان، ومقدّماً بديلاً إعلامياً ينطلق من القيم القرآنية والنبويّة، لإعادة بناء وعي الأمة وتحريرها من أسر التضليل. وتؤكد الحلقة على أهمية استلهام هذا النهج الحسيني في عصرنا الحاضر، في مواجهة الإعلام الزائف بأدواته المتطورة، عبر التمسك بصدق الكلمة، ووضوح الرؤية، والتسلّح بالمعرفة الواعية التي تفضح الزيف وتبني مجتمعات راشدة ومحصّنة من ثقافة التزييف والخداع.