إعداد: آلاء طعمة تقديم: زهراء فوزي الإخراج الإذاعي: آلاء السعدي الضيفة: د. نوال الميالي في رحاب الفكر السياسي الإسلامي، تنبني شرعية الحكم على أسس رصينة تجمع بين الكفاءة الذاتية والاعتبار الشرعي، فالحاكم الشرعي لا بد أن يجمع بين أمرين جوهريين: أولاً: الأهلية والصلاحية، حيث يشترط أن يتوفر في الحاكم جملة من الملكات والكفاءات التي تؤهله لتحمل أعباء الولاية، من علم راسخ، وعدل تام، وكفاءة إدارية، وحكمة في التصرف. ثانياً: الجعل والاعتبار الشرعي، وهو المظهر القانوني الذي يمنح الحاكم شرعيته من خلال البيعة الشرعية أو النص المعتبر. وقد تجسد هذا النموذج بأبهى صوره في حكومة الإمام الحسين (عليه السلام)، حيث اجتمعت فيه (عليه السلام) جميع مقومات الشرعية: الأهلية الكاملة بما حباه الله من علمٍ وحكمةٍ وعدل الاعتبار الشرعي بنص النبي (صلى الله عليه وآله) وبيعة المسلمين فكانت نهضته المباركة نموذجاً للحكومة الشرعية التي تقاوم الطغيان، وتعيد للأمة وعيها بمعايير الحكم الرشيد. وهكذا تبقى كربلاء مدرسةً تعلّم الأمة كيف تميز بين الحكام الشرعيين والمغتصبين للسلطة.