إعداد: آلاء طعمة تقديم: زهراء فوزي الإخراج الإذاعي: آلاء السعدي الضيفة: د. نوال الميالي في عمق الفكر السياسي الإسلامي، تنبثق إشكالية دقيقة تجمع بين ثبات الشرعية النصية وحركية الموقف العملي، حيث تتجلى هذه الإشكالية في المدرسة الحسينية بأبهى صورها، فالإمام الحسين (عليه السلام)، مع اكتمال شرعيته بالنص الإلهي، طلب من الناس تمكين هذه الشرعية عبر إطاعة أوامره، في حركة تكشف عن بعدين عميقين: البعد التربوي في تعليم الأمة مسؤوليتها، والبعد السياسي في اختبار مواقف الرعية. وفي ضوء الحديث النبوي الشريف "الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا"، تتجسد فلسفة الإمامة في ثنائية القيام والقعود، فالقعود يمثل حكمة التقية وحفظ المصلحة عندما تقتضي الظروف، بينما يجسد القيام مرحلة إظهار الحق وإقامة الحجة عندما تتكامل الظروف. وهكذا كانت نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) تتويجاً لشرعية نصية ثابتة، وحكمة عملية مرنة، تجمع بين أصالة المبدأ وواقعية الموقف، لتكون كربلاء مدرسةً في فقه الموازنات الشرعية والسياسية.