إعداد: وفاء عمر عاشور تقديم: نهاوند العبودي الإخراج الإذاعي: منار علي الضيفة: الاستاذة جنان السعدي/ باحثة دينية في هذه الحلقة نستعرض ملامح البطولة النادرة لسيد الوفاء، أبي الفضل العباس (عليه السلام)، الذي بقيت رايته خافقة في ذاكرة الأمة رغم تعاقب القرون، نكشف أبعاد الدور الحاسم الذي أدّاه على ضفاف الفرات، حين تحدّى حصار الماء وارتقى شهيدًا لا يحمل قطرة في فمه بل وفاءً في قلبه، نسلط الضوء على الخلفيات السياسية والعسكرية لاستبدال قيادة الحصار، وعلى المعاني العميقة التي حملتها كلمات الأعداء حين واجهوا هيبة رايته، كما نتأمل سر انطباق الاسم على صاحبه، فالعباس (عليه السلام) كان عبوسًا في وجه الباطل، باسلًا في وجه الموت. نقف عند لحظة الغدر بكافّة معايير الفروسية، حين وقع العباس صريعًا دون أن يبارزه أحد، لأنه كان وحده أمةً تخشاها الجيوش ونقرأ في صرخة الحسين (عليه السلام): "الآن انكسر ظهري"، دلالة مقامه ومكانته. كما نتتبع لماذا أفرده الإمام السجاد (عليه السلام) بطقوس دفن خاصة، وشهادةٍ استثنائية بعلو مقامه وسمو منزلته. ونختم بتأملات نفسية في عظمة التوازن الداخلي للعباس، حين قدّم إخوته شهداء بين يديه واحتسبهم، ليكون رمزًا خالدًا يُلهم آباء وأمهات الشهداء في كل زمان، كما في حربنا ضد طغيان داعش.