إعداد: زهراء الطالقاني تقديم: علا محمد إخراج: دنيا الحميري الضيفة: الأستاذة الحوزوية أشواق كريم الموسوي التضامن والاتحاد هما عماد نهضة الأمم، وسرّ تقدمها ورفعتها، وعندما نتأمل ملحمة كربلاء، ندرك أنها لم تكن مجرّد معركة عسكرية، بل كانت رسالة إنسانية خالدة، تجلت فيها أسمى معاني الإيثار والتكافل والتعاون، ففي يوم عاشوراء، ضرب أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) أروع الأمثلة في التضامن، إذ تآزروا وتكافلوا في مواجهة الظلم، مجسّدين مبدأ أن التعاون يبني المجتمع ويحفظه من الانهيار. واليوم، ونحن نعيش أجواء الزيارة الأربعينية، نجد أن أولى خطوات استثمار هذه المناسبة العظيمة للحفاظ على الأمة من الفتن، هي تعزيز الوعي الثقافي والديني عبر المحاضرات والخطب، وتوعية الناس بمخاطر الانقسام، وغرس قيم الحوار واحترام الرأي الآخر، كما أن إشراك الشباب في الأنشطة الثقافية والاجتماعية يرسّخ فيهم روح التضامن، باعتباره ركيزة من ركائز الأمة. ومن مسير الأربعين، نتعلم أسسًا أرساها الإمام الحسين (عليه السلام)، منها العدالة التي عامل بها أصحابه، والحرية التي منحهم إياها في ليلة العاشر حين خيّرهم بين البقاء أو الرحيل، وقوله (عليه السلام): «إن لم تخافوا المعاد فكونوا أحرارًا في دنياكم». كما نستلهم منه موقفه في الدفاع عن الإصلاح ومحاربة الفساد، وصبره وثباته أمام أقسى الظروف، ليبقى قدوةً خالدة لكل من يسعى لإحياء القيم النبيلة في الأمة.