إعداد: زهراء الطالقاني تقديم: نبأ شاكر وزهراء الطالقاني الإخراج الإذاعي: منار علي في هذه الحلقة بين مشاهد القافلة وما حملته من آلام، وتأملات في شعائر زيارة الأربعين وما تختزنه من معانٍ عقائدية، ونبض شوق يتوجّه نحو القباب، وكلماتٍ منيرة من لسان المعصوم(عليه السلام)، لنعيش معًا البعد العقائدي لزيارة سيد الشهداء. مشهد من القافلة – الصدقة حرام علينا حين دخلت قافلة السبايا إلى الكوفة وهي منهكة الجسد، مثقلة بالجراح والجوع، أخذت نساء الكوفة يقدّمن الطعام والصدقات للأطفال، لكنّ السيدة زينب (عليها السلام) وقفت موقف العزّ والشرف، رافضة ذلك بقولها: “إنّ الصدقة حرام علينا أهل البيت”، كان هذا الموقف درسًا خالدًا في النقاء والكرامة، وتجسيدًا لتمسك أهل البيت (عليهم السلام) بالقيم الإلهية حتى في أقسى الظروف، فقد علّموا الأمة أنّ الحاجة لا تُبرّر أخذ ما لا يليق أو ما حرّمه الله، وأنّ الإيمان الحق هو الثبات على المبادئ مهما اشتدت المحن. درس بلا انقطاع – المشي إلى كربلاء: شعيرة الإخلاص والولاء المشي إلى كربلاء في زيارة الأربعين ليس مجرّد وسيلة للوصول، بل هو عبادة خالصة، وبيعة صامتة تُجدَّد مع كل خطوة، وعشق يتجسّد في مسير العاشقين نحو الإمام الحسين (عليه السلام)، إنّه تذكير بمظلومية السبايا، واستحضار لآلامهم، وتجسيد عملي لمواقف التضحية والإيثار والتواضع وخدمة الزائرين، فالمشي يتحوّل إلى جنة روحية، يُصفّي القلب، ويطهّر النفس، ويمحو الذنوب، ويقرب السائر إلى الله عبر درب الولاء للإمام الحسين (عليه السلام). شوق إلى القباب الشوق لزيارة الأربعين رزق إلهي يختبر الصبر ويزكّي الإيمان، واللحظة التي يلتقي فيها الزائر بنور القبة المباركة، تحمل معنى أعمق للتضحية والوفاء، وتحوّل الزيارة إلى تجربة روحية تتجاوز حدود الجسد لتغمر القلب والروح، فتربط الزائر بمدرسة الإمام الحسين (عليه السلام) ربطًا وجدانيًا خالدًا. عن لسان المعصوم قال الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): “زيارة الأربعين من علامات المؤمن، ومن زار الإمام الحسين (عليه السلام) في هذا اليوم كانت له مغفرة ورحمة”. إنّها زيارة لا تُختزل في الشكل أو الطقس، بل هي حضور واعٍ، وخشوع صادق، وولاء عميق لرسالة الإمام الحسين (عليه السلام)، زيارة تجعل القلب معلقًا بالقيم التي ضحّى لأجلها، فتكون سببًا للعفو الإلهي والتجديد الروحي، وعلامةً على صدق الإيمان وسموّ الولاء.