تفاصيل الحلقة

الحلقة السابعة: الإمام السجاد (عليه السلام) وحركة الإصلاح

22 صفر الخير 1447هـ
مشاركة الحلقة
image

إعداد: منال الخزرجي تقديم: سارة عامر إخراج: زينب عدنان الضيفة: رقية محمد رضا/ أستاذة حوزوية اختصاص سيرة بعد فاجعة كربلاء، التي شكّلت ذروة الانحراف السياسي والديني في الأمة، برز الإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام) كقائدٍ إصلاحي حمل مشروعًا مختلفًا، لم يرتكز على السيف، بل على بناء الوعي وصيانة الهوية الإسلامية لقد أدرك الإمام(عليه السلام) أنّ الأمة بحاجة إلى نهضة فكرية وروحية تعيد إليها بوصلة الحق، فركّز على إصلاح النفوس وتزكية الأرواح عبر الدعاء المربّي، والتربية الفردية، ونشر قيم الإسلام الأصيل بأسلوب هادئ بعيد عن بطش السلطة وكانت الصحيفة السجادية من أبرز أدواته الإصلاحية؛ إذ جمعت بين التوحيد العميق، والعدالة، وأخلاق القيادة، وحقوق الإنسان، وكرامة الفرد والمجتمع، لتصبح مدرسةً روحية وفكرية خالدة. كما جسّد الإمام السجاد (عليه السلام) عبر بكائه المستمر على مأساة كربلاء ارتباط النهضة الحسينية بمشروع التغيير، محوّلًا الحزن إلى وعي، والدمعة إلى سلاحٍ لإحياء الضمير الجمعي للأمة ومن خلال صموده أمام التحديات السياسية والفكرية التي فرضها الحكم الأموي، استطاع أن يصحح المفاهيم الدينية المشوّهة، ويثبت أسس الفكر الشيعي، ممهدًا الأرضية للحركة العلمية والفكرية التي ازدهرت لاحقًا في عهد الأئمة (عليهم السلام). إن مشروع الإمام السجاد (عليه السلام) يمثّل امتدادًا هادئًا لثورة كربلاء، ويكشف عن عبقرية الأئمة في تحويل الظروف الصعبة إلى فرصٍ لبناء الإنسان والمجتمع. وتفتح هذه الحلقة نافذة لفهم دروس تلك المرحلة: كيف نستلهم من الإمام السجاد (عليه السلام) منهجًا في الإصلاح يعالج التراجع الأخلاقي، ويحصّن المجتمعات المقهورة بالوعي والإيمان، ويحوّل المقاومة إلى مشروعٍ حضاري متجدد.