أطلقت شعبة الخطابة الحسينية النسوية، التابعة لمكتب المتولي الشرعي في العتبة العباسية المقدسة، سلسلة من الورش التطويرية تحت عنوان "من كفّ حامل اللواء نخدم الشهداء"، وذلك ضمن نشاطات رابطة خطيبات المنبر الحسيني، استعدادًا للمواسم التبليغية القادمة، ولاسيما شهري محرم وصفر. وأكدت السيدة تغريد التميمي، مسؤولة الشعبة، أن هذه الورش جاءت استجابةً لحاجة ميدانية ملحة لتطوير قدرات الخطيبات، وتهدف إلى خلق بيئة علمية متكاملة تُعزز الجانب العلمي والمهاري لدى الخطيبة الحسينية، من خلال الاستعانة بكبار أساتذة الحوزة والمختصين في الجوانب الخطابية والتربوية. وأضافت التميمي أن البرنامج يشمل إلى جانب التدريب المهاري، تقديم مادة تاريخية موثوقة، ومراجعة أساليب الطرح والإلقاء بما يتناسب مع تطلعات الجمهور واحتياجاته الفكرية والمعرفية، مشيرة إلى أن هذه الورش تمثل نقلة نوعية في إعداد الخطيبة على مستوى المضمون والأداء والتأثير. وفي إحدى الورش التي قدّمها الشيخ فيصل الكاظمي، شدد على أهمية الحفاظ على أصالة النعي الحسيني، محذرًا من الانزلاق نحو الألحان غير المناسبة أو الأداء الذي يضعف هيبة المجلس الحسيني وقدسيته. ودعا إلى التحلي بالتقوى والإخلاص، والرجوع إلى المصادر الموثوقة وتجارب العلماء والخطباء لتعزيز المخزون الثقافي والروحي، مشددًا على أهمية إتقان الحفظ ومراكمة التجارب العملية في المناسبات الدينية. وأوضح الكاظمي أن المنبر الحسيني يعيش اليوم عصره الذهبي، ما يتطلب من الخطيبة أن تكون مثقفة، واعية، قادرة على إيصال رسالة أهل البيت (عليهم السلام) بعمق وصدق. وتأتي هذه الورش ضمن خطة استراتيجية تتبناها العتبة العباسية لتأهيل المنبر النسوي، وترسيخ دوره بوصفه منبرًا للهداية والإصلاح، استنادًا إلى توجيهات المرجعية الدينية العليا.