أطلق مركز الثقافة الأسرية التابع للعتبة العباسية المقدسة، النسخة الأولى من برنامج (ثقافة النور)، الذي يستهدف حافظات القرآن الكريم من فرعي معهد القرآن الكريم في النجف الأشرف والهندية، وذلك بمشاركة (31) حافظة، ضمن برنامج يمتد على مدى يومين، بواقع ثلاث ساعات يوميًا. ويهدف البرنامج إلى تنمية الوعي القرآني والنفسي، وتعزيز القيم السلوكية والروحية المستمدة من القرآن الكريم، من خلال سلسلة من الفقرات والمحاضرات العلمية والتطبيقية. وقد استُهِلَّ البرنامج بمحاضرة علمية بعنوان (القرآن هدف أم وسيلة؟) قدّمتها الدكتورة شيماء ناصر، المتخصصة في الطب النفسي والعلاج المعرفي السلوكي، عرضت خلالها فلسفة العلاقة بين الإنسان والقرآن من منظور نفسي وروحي، وطرحت تساؤلًا تأمليًا تفاعليًا أمام الحافظات: (من هو الإنسان؟ أهو جسدٌ تسكنه روح، أم روحٌ في جسد؟) وقد شهدت المحاضرة تفاعلًا لافتًا من المشارِكات من خلال حوارات معمقة عكست وعيًا فكريًا وروحيًا متقدمًا. تلت ذلك فقرة تدريبية بعنوان (أساسيات الأداء)، قدّمتها الإعلامية والمعاونة الفنية للمركز السيدة زهراء فوزي، بأسلوب تطبيقي عملي، ركّزت فيها على تنمية مهارات الإلقاء والتعبير الصوتي والجسدي، وإكساب الحافظات أدوات فنية تُعزز من قدرتهن على إيصال المعاني القرآنية بثقة وجمال يليقان بعظمة كلام الله تعالى. وفي تصريح خاص، أوضحت السيدة سارة الحفّار، مسؤولة مركز الثقافة الأسرية، أن البرنامج يأتي ضمن سلسلة برامج تنموية تهدف إلى الارتقاء بالوعي القرآني لدى المرأة. ويواصل مركز الثقافة الأسرية جهوده في رسم مسارات معرفية وروحية تستلهم قيمها من مدرسة أهل البيت (عليهم السلام). وتسعى مبادرة (ثقافة النور) لأن تكون مشروعًا مستدامًا يجمع بين الفكر والإيمان، ويحوّل الحفظ إلى وعي، والوعي إلى سلوك، في ضوء منهج السيدة الزهراء وأبي الفضل العباس (عليهما السلام).