إعداد: آلاء طعمة تقديم: هند الفتلاوي المونتاج الإذاعي: نور حسن التربية ليست مجرد عملية تغيير للإنسان؛ فهي تتنوع بين مخططين تربويين رئيسيين. الأول يعتمد على أهداف محددة سلفًا، ويهدف إلى تشكيل الفرد وفق معايير ثابتة مثلما يتم تصميم قطعة قماش. هذا النوع من المخططات يرى أن التربية يجب أن تركز على تغيير الإنسان لتتناسب مع الأهداف الموضوعة مسبقًا. أما الثاني فيقوم على الاعتراف بطبيعة الإنسان الفطرية، ويسعى إلى تعزيز قدراته الفطرية وتنميتها، من خلال فهم احتياجاته الطبيعية. في هذا المخطط، لا يُنظر إلى التربية كأداة لتغيير الشخص، بل كعملية دعم وتأييد للقدرات والميول الفطرية التي يمتلكها الفرد. يتطلب هذا النوع من التربية احترام الطبيعة الإنسانية والفردية، حيث يتم تحفيز الاستعدادات والقدرات التي تتوافق مع بيئة الطفل ومعتقداته. بناءً على هذه الرؤية، يكون الهدف من التربية هو تعزيز النمو الطبيعي للفرد بدلاً من فرض أفكار خارجية عليه. عندما تركز التربية على تعزيز القابليات الفطرية للطفل، فإنها تساهم في تحقيق تطور متوازن يتماشى مع احتياجاته الحقيقية، بعيدًا عن إملاءات الآخرين. لذا، يمكن القول إن التربية هي عملية تأييد لما هو فطري لدى الشخص، وليست مجرد تغيير أو تحويل لشخصيته بما يتناسب مع معايير مسبقة.