إعداد: سهاد سعد تقديم: فاطمة المدني المونتاج الإذاعي: رؤى جميل العلاقات بين الإخوة داخل الأسرة مزيج من المودة والتنافس، فهي تتأرجح بين الحب والرعاية والملاطفة، وبين الخلاف والغيرة والمشاجرات. هذه التفاعلات طبيعية وضرورية لنمو الطفل النفسي والاجتماعي، حيث تساعده على إدراك أنه ليس محور الكون، بل فرد ضمن جماعة لها حقوقها وخصوصياتها. من خلال هذه العلاقات، يكتشف الطفل ذاته وحدوده، ويفهم أن للآخرين كيانًا مستقلاً لا يمكنه امتلاكه. التفاعل بين الإخوة يساهم في تنمية مهارات الطفل الاجتماعية، إذ يتعلم تقبل الآخر وبناء علاقات متوازنة تقوم على الاحترام والمشاركة. كما أن هذه التجارب الأولى تشكل أساسًا للعلاقات المستقبلية في المدرسة والمجتمع، مما يساعده على الاندماج بشكل صحي في بيئته. وعلى الرغم من الخلافات التي قد تنشأ، فإن العلاقة الأخوية تبقى من أقوى الروابط التي توفر الدعم العاطفي والأمان النفسي. لذا، من المهم أن يتدخل الأهل بحكمة لتوجيه هذه العلاقة نحو التفاهم والتعاون، وتعليم الأبناء كيفية التعبير عن مشاعرهم بشكل صحي. فالتجربة الأخوية ليست مجرد مرحلة، بل هي تدريب حقيقي على مواجهة متطلبات الحياة الاجتماعية وبناء علاقات ناجحة في المستقبل.