تفاصيل الحلقة
الحلقة الثالثة: شبهة ضعف التكتيك في معسكر الامام الحسين

إعداد: منال الخزرجي. تقديم: دعاء عبد الله. إخراج: سارة الابراهيمي. فتح ملف استعراض القضية: هيئة المحكمة: يذكر لنا أرباب التأريخ أنه في سنة 61 هـ قامت جماعة مسلحة بمحاصرة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام في أرض كربلاء معه عياله وأصحابه، وقاموا بقتله بوحشية وهمجية، وأن القاتل هو يزيد بن معاوية وأتباعه، وفي ذلك غدر وخيانة للإمام عليه السلام وذلك لعدم وجود التكافؤ العسكري بين الطرفين ويزيد وأتباعه لا ينكرون قتلهم للحسين عليه السلام، ولكنهم يدعون بأن ذلك حصل لضعف في التكتيك العسكري في معسكر الإمام الحسين عليه السلام. فليتفضل كل من المدعي والمتهم لنستمع إلى إفادتهما مع تقديم الأدلة من الطرفين وسيتم البت بالحكم النهائي وفقا لذلك. المدعي: يا أتباع يزيد، يا آل أبي سفيان: كيف تجرأتم و أقدمتم على قتل الإمام الحسين (ع) بهذه الوحشية والبشاعة الخالية من كل مشاعر الإنسانية؟ المتهم: وما ذنبنا نحن، فمن يلقي بنفسه بالتهلكة ويجعل من نفسه لقمة سائغة بيد الأعداء ماذا ينتظر منهم، الحسين عليه السلام خاض حربا لم تكن متكافئة بينه وبين يزيد وأتباعه وذلك لضعف في التكتيك العسكري من طرفه. الدفاع: لم يكن ضعفا في التكتيك العسكري بل الإمام لم يكن خارجا للحرب أصلا، بل خرج تلبية لمطالب أهل الكوفة إلا أنه خذل من طرفهم. س1: ضيفتي، سمعنا ما قاله قتلة الإمام الحسين (ع)، فهل صحيح ما ذكر؟ وما هو معيار إلقاء النفس بالتهلكة؟ وكيف يوازن بين الحفاظ على النفس وبين أداء فريضة النهي عن المنكر؟ المدعي: سواء كانت الحرب متكافئة بين الطرفين ام لم تكن فلم روعتم النساء والأطفال؟ ونهبتم الخيام، لم مثلتم بالشهداء بعد الحرب؟ المتهم: هذا متوقع حتما، فماذا تنتظر ممن يخرج بالنساء والأطفال معه للحرب؟ والجيش فيه ممن يبغض أهل البيت، فيفترض أن يحسب لما حصل حساب قبل الواقعة وتعد له العدة. الدفاع: أولا هناك أمر إلهي بذلك كما صرح به (ع) وثانيا إن كنتم عربا كما تزعمون فلا يوجد مبرر أصلا لجرأة الجيش على النساء والأطفال، فم يكن ما حصل منكم في تاريخ الإنسانية. س2: ما هو الدور الذي لمسناه على امتداد التأريخ من وجود النساء والأطفال في واقعة الطف؟ المدعي: هناك عناصر قوة في معسكر الإمام الحسين عليه السلام لم تكن متوفرة في معسكر يزيد، كالإيمان بالله عز وجل والإيمان بالحسين (ع) قائدا شرعيا، ومقومات أخرى. المتهم: معسكر يزيد كان مؤمنا بالله وعنده عقيدة بكون يزيد حاكما لذا كانوا يطيعونه طاعة عمياء. الدفاع: طاعتهم كانت لأجل ما أغراهم به لأجل المادة، ولو كانوا مؤمنين بمبادئ يزيد لما تبروا منه ولما عوقبوا من قبل الله عز وجل نتيجة قتلهم للحسين عليه السلام. س3: ضيفتي، كلام الدفاع ذكرني بأمر مهم وهو: حالة تبري أتباع يزيد منه ومن فعلته الشنيعة، وكذلك ما ألحق بهم من عقوبات إلهية نتيجة اشتراكهم بهذا العمل الإجرامي، حدثينا عن نماذج من ذلك وما أسبابه؟ المدعي: رغم كل ما ذكرتموه يبقى الحسين وأتباعه ونهجه القويم منتصرا وقد حاز ما لم يحز عليه يزيد واتباعه. المتهم: عجبا لأمركم يا شيعة الحسين! كيف انتصر إمامكم وقد قتل وأولاده وأصحابه في واقعة الطف! عن أي نصر تتحدثون؟ الدفاع: النصر الذي تحدث عنه الإمام زين العابدين (ع) حينما قال: بأن ارتفاع الأذان للصلاة في أفق السماء هو دليل على انتصار نهج الحسين (ع). س4: كيف تحقق النصر مع عدم تكافؤ الطرفين؟ وهل انتصار الإمام الحسين (ع) اقتصر على تلك البقعة الزمنية والمكانية فحسب؟ حدثونا عن النصر المؤبد المؤيد من الله تعالى؟ القاضي: هل بقي لقتلة الحسين بن علي عليه السلام من المبررات! هل انتهت حججهم الواهية؟ فسكت الجميع وكأن على رؤوسهم الطير، ثم يقول القاضي: حكمت المحكمة على قتلة الحسين عليه السلام من الأولين والآخرين بنار جهنم خالدين فيها أبدا، رفعت الجلسة.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.