تفاصيل الحلقة

الحلقة الخامسة: شبهة أن النهضة الحسينية هي ليست نهضة ولا انتصار عند اتباع يزيد ما دامه استمر بالحكم

4 صفر 1444
مشاركة الحلقة
image

إعداد: منال الخزرجي. تقديم: دعاء عبد الله. إخراج: سارة الابراهيمي. فتح ملف استعراض القضية: هيئة المحكمة: يذكر لنا أرباب التأريخ أنه في سنة 61 هـ أنه قامت جماعة مسلحة بمحاصرة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام في أرض كربلاء معه عياله وأصحابه، وقاموا بقتله بوحشية وهمجية، وأن القاتل هو يزيد بن معاوية وأتباعه، ويزيد وأتباعه لا ينكرون ذلك إلا أنهم يعللون ذلك بأن يوم عاشوراء يوم مبارك في الإسلام والله نصر يزيد على الحسين لذا فهو عيد لهم. فليتفضل كل من المدعي والمتهم لنستمع إلى إفادتهما مع تقديم الأدلة من الطرفين وسيتم البت بالحكم النهائي وفقا لذلك. المدعي: الحمد لله الذي نصر الإمام الحسين (ع) وأخزى حاكمكم يزيد بن معاوية؟ المتهم: كيف يكون الحسين منتصرا في النهاية؟ يزيد بقي على الحكم، وبالعكس في عهده أبيحت المدينة بأكملها، ورميت الكعبة، وبقي يزيد يشرب الخمر, وتمكن بنو أمية من تولية ابنهم بعده؟ فعن أي انتصار تتكلمون؟ الدفاع: الفائدة من قتل الحسين (ع) هو استمرار الخط الإسلامي الأصيل إلى يوم القيامة والإطاحة على مر العصور بالأنظمة الفاسدة التي تعادي الإسلام والخط الحسيني الذي يرفع شعار النهضة في وجه الظلم والاضطهاد. س1: ضيفتي، سمعنا إفادة الطرفين فهل يمكن توضيح مفردة النصر وفي أي الجوانب يكون؟ المدعي: الله هو الذي يتكفل عباده وينصرهم على أعدائهم ولو بعد حين وهذا ما حصل للحسين وأهل بيته وأصحابه (عليهم السلام) المتهم: كيف نصر الله الحسين وأصحابه! فالقرآن يذكر أن الله ينصر أولياءه، ولو بإرسال الملائكة، فلماذا لم ينصر الله الحسين بن علي ولماذا تأخرت الملائكة عن نصرة الامام الحسين كما تذكرون ذلك؟ الدفاع: نحن لا نعرف من حقيقة الملائكة، ومدى قدراتهم، وما لهم من حالات، إلا ما يعرّفنا الله تعالى به عن طريق القرآن، وبيانات الرسول (ص) والأئمة الطاهرين (ص) والله سبحانه يقول: ﴿ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾ وهذا معناه: أن الملائكة تحتاج في قطعها المسافات إلى وقت وزمان قد يطول وقد يقصر. س2: ضيفتي، لم تتأخر الملائكة عن نصرة الحسين (ع) فقط، بل هناك أقوام أرادوا نصرة الحسين(ع) ولم يدركوا ذلك، فما السر فيه؟ المدعي: يا أتباع يزيد بن معاوية أنتم تفرحون في يوم قتل فيه ريحانة رسول الله (ص) وتتخذونه عيدا لكم وتتبركون به؟ المتهم: أن يوم عاشوراء يوم فرح وسرور لأنه اليوم الذي نجّا الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وجنوده أنّ عمل السلف حجة، و إن لم يكن المعصوم داخلا فيهم، وقد وصل لنا أن السلف كانوا يحتفلون بهذا اليوم. الدفاع: إذا جاز لكم فعل شيء بحجة أن السلف فعله فنقول لكم: لقد سُبَّ أمير المؤمنين (ع) على ألوف المنابر في جميع أقطار العالم الإسلامي، من قبل وعّاظ السلاطين، طيلة عشرات السنين، فهل يجوِّز لكم العودة إلى سبِّه، وهل تعتبرون ذلك شريعة مرضية لله و لرسوله؟! س3: لاحظنا مصطلح (فعل السلف) وكيفية التأسي به، ترى ما مدى حجية فعلهم وإجماعهم أيضا. المدعي: يا أتباع يزيد بن معاوية: لو سلمنا جدلا بأن يوم عاشوراء يوم مبارك في التأريخ فعلا، فما المسوغ للشماتة والفرح بمقتل الحسين (ع) خاصة كما ورد ذلك عنكم، وكذا شماتتكم بذلك واظهار التشفي أمام السيدة زينب (ع) وحرائر بيت الوحي؟ المتهم: هذه واعية بواعية عثمان، انها لدمة بلدمة وصدمة بصدمة، ولكن كيف نصنع بمن سلّ سيفه يريد قتلنا الّا أن ندفعه عن أنفسنا. الدفاع: أنتم أعلم بمن أقدم على قتل عثمان بن عفان وأن آل بيت النبي بريئون من دمه، ولا حاجة لذكر تفاصيل تتحرجون من ذكرها. س4: ضيفتي، تحت أي ظرف ومهما كانت المبررات والأسباب فهل يصح إظهار الفرح والسرور والتشفي بمصائب الآخرين؟ كيف ونحن نجد أئمتنا عليهم السلام كانوا يتأذون لأذى يصيب أعدائهم ولو كانوا ظالمين؟ القاضي: هل بقي لقتلة الحسين بن علي عليه السلام لمعتذر عذر؟ فسكت الجميع وكأن على رؤوسهم الطير، ثم يقول القاضي: حكمت المحكمة على قتلة الحسين عليه السلام من الأولين ومن رضي بفعلهم والآخرين بالخزي والهوان في الدنيا وبنار جهنم خالدين فيها أبدا، رفعت الجلسة.