إعداد: منال الخزرجي. تقديم: زهراء الطالقاني. الإخراج الإذاعي: رؤى جميل. الضيفة: بشرى الشويلي - مبلغة إسلامية. محور الحلقة(شياطين الجن) بعد كسرنا بعونه تعالى قيد النفس وقيد المغريات الخارجية ثم قيد شياطين الإنس وصلنا في الحلقة الختامية الى قيد شياطين الجن الذي يعد آخر القيد والحديث عن مواصفات الشيطان وكيفية وسوساته. والحديث عن الشيطان كثير ومتشعب وقد ورد ذكره كثيرًا في القرآن الكريم وكلمات المعصومين(عليهم السلام)، وما يهمنا في حديثنا عنه هو تأثيره على بني آدم وجره للمعصية، وقبل الدخول في تفاصيل الموضوع نتوقف أولًا عند حقيقته في القرآن والروايات، وما هو تأريخه وكيف وصل الى هذا الحال؟ ولشدة تأثير الشيطان على الإنسان يعلمنا الإمام السجاد(عليه السلام) في مناجاته كيف ندعو الله تعالى لينجينا منه كما في قوله(عليه السلام): "إلهي أشكو إليك عدوًا يضلني، وشيطانًا يغويني، قد ملأ بالوسواس صدري، وأحاطت هواجسه بقلبي، يعاضد لي الهوى، ويزين لي حب الدنيا، ويحول بيني وبين الطاعة والزلفى" هنا مع مجاهدة النفس وتقويتها للتغلب على الشيطان لابد من اللجوء الى الله تعالى ليخلصنا من مكائده، فلا حول لنا ولا قوة الا به. قال تعالى حكاية عن الشيطان: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) لا شك في أن تأثيرات الشيطان في الإنسان ليست حتمية؟ فكيف يتخلص الإنسان من شره ومكائده؟ ما هو دور العقل، التربية، في التغلب عليه؟. ومن ألطاف الله تعالى أنه جعل أيادي الشيطان مغلولة في شهر رمضان المبارك، وهذه منحة إلهية، وفرض الصيام تقوية للروح والنفس بابتعادها ساعات عن اللذائذ المادية، وهذا يدل على شدة حب الله لعباده بحيث يرفع عنهم الموانع للطاعة ويقرب لهم مقتضياتها، نتوقف عند هذا المعنى السامي للحب وكيف نقابله؟. الشيطان له يد على الإنسان بحدود ضيقة جدًا كالحيل والمكر والتزيين والاتباع وغيرها، ولكن الله لم يترك عباده هكذا، بل جعل لهم عقلًا راجحًا، وفطرة نقية، وأخبر عباده بمكر الشيطان وعداوته للإنسان، لذا علينا الجد والاجتهاد لنصرعه ونفوز عليه بإذن الله رب العالمين. وهو أحد الضغوط الأربعة على الإنسان التي تجره الى الرذيلة (النفس، المغريات، شيطان الإنس، شيطان الجن) ويتغلب عليها بحول من الله وقوته وبتفعيل دور العقل والفطرة السليمة.