تفاصيل الحلقة

الحلقة الرابعة: صلة الرحم

26 شوال 1445
مشاركة الحلقة
image

إعداد: آيات الياسري. تقديم: نور الهدى أحمد. الإخراج الإذاعي: هبة قاسم. الضيفة: الاستاذة بشرى الشويلي - مبلغة إسلامية. محور الحلقة (صلة الرحم) صلة الرحم من فرائض الإسلام وواجباته ومن أفضل العبادات فقد أمر الله تعالى بها وتتمثل بعدة أوجه منها ما يكون بقضاء حاجة أو زيارة أو بذل مال للمقربين وغيرها. وتُعد من أحب الأعمال وأفضلها الى الكريم المتعال ولذلك عظم شأنها ورفع قدرها وأمر عباده أن يتقوه فيها فهي تزيد في العمر وتبسط في الرزق وتيسر الخير، وبذلك ينتج مجتمع تسوده المحبة والتواصل والإخاء والتكافل، مجتمع ليست فيه حواجز نفسية واجتماعية بين أبنائه، متشابك داخليًا، وآنذاك يستطيع هذا المجتمع أن يكون مصداقًا لقوله تعالى: "واعتصموا بحبل اللَّه جميعاً ولا تفرقوا) سأل الرجل الخثعميّ، الذي تقدَّم ذكره، رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "فأخبرني أيّ الأعمال أبغض إلى الله؟ قال: الشرك بالله، قال: ثمَّ ماذا؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: قطيعة الرحم"21 في هذا الحديث الشريف التفاتة مهمة لأهمية صلة الرحم فقد تم ربط قطيعة الرحم بالشرك بالله تعالى. كيف يمكن لنا أن نوظف هذه العبادة ضمن حقل العبادات شأنها شأن الصلاة والصيام وغيرها بحيث نالت أهمية جعلتها تكون في كفة، وفي كفة أخرى الشرك بالله والعياذ به تعالى؟ عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "اتقوا الله وصلوا الأرحام، فإنَّه أبقى لكم في الدنيا، وخير لكم في الآخرة" في هذا الحديث الشريف كأن النبي محمد صلى الله عليه واله يختزل حديثًا طويلًا عن صلة الرحم مفاده يجزئ الحديث الى شقين الأول للدنيا والآخر للأخرة، والسؤال هنا ما الذي تبقيه صلة الرحم في الدنيا بحيث تكون خيرًا لصاحبها في الآخرة؟ عن الإمام الصادق (عليه السلام): قال (صلة الرحم تهوّن الحساب يوم القيامة وهي منسأة في العمر، وتقي مصارع السوء) يتبين لنا في هذا الحديث الشريف أن صلة الرحم لها ثلاث وقفات منها يوم الحساب بتهوينه ومنها منسأة للعمر والآخر يترك استفهامًا وهي أنها تقي مصارع السوء كيف يكون ذلك؟ ثم لماذا ذكر أمرًا أخرويًا بقوله تهون الحساب وبعدها ذكر الدنيوي بقوله منسأة في العمر أي في الدنيا، ما الغاية من التقديم هنا؟ وأن من الأخطاء الشائعة أن تقابل الزيارة بما يماثلها كمّا ونوعًا إذ من صفات المؤمن مبادلة الإكرام والإحسان بأكثر منه وهذا ما ينبغي أن يتجسّد في سلوكيّاته. (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي لأرض وتقطعوا أَرْحَامَكُمْ أَوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وأعمى أَبْصَارَهُمْ) هنا نلاحظ أن الآية بدأت باستفهام ورجاء وربط بأمرين المفسدة وقطيعة الرحم، ما الغاية من ذلك؟ والى ماذا تشير المفسدة هنا؟ وما علاقة المفسدة بقطيعة الرحم؟ (.. واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إنه كان عليكم رقيبًا) كما نعلم أن صلة الرحم من الأخلاق التي حث عليها الإسلام فهي دليل على كمال صاحبها وهي من العلاقات التي تندرج تحت مظلتها جميع معاني الخير، لذلك كانت محل عناية القرآن الكريم، لكن هنالك نقطة وقف في أمرين وهما كيفية التعامل مع الذين يقطعون صلة الأرحام مع من نهتم بالتواصل معهم وهم لا يبادرون لذلك، ومع من نصلهم لكن تكون الصلة معهم مجلبة للأذى، كيف يمكن التعامل مع هاتين الجنبتين؟.