تفاصيل الحلقة

الحلقة السابعة: معنى التدين الحقيقي

13 شوال 1445
مشاركة الحلقة
image

إعداد: زهراء الطالقاني. تقديم: حنان حسين - زهراء الطالقاني. الإخراج الإذاعي: رسل باسم. في حلقتنا المميزة بتنوع موادها وثراء معلوماتها نقدّم لكم ما يأتي: - فقرة من ذاكرة التاريخ: في الثالث عشر من شهر شوال المعظم توّجه النبي محمد (ﷺ) إلى مدينة الطائف قبل الهجرة لدعوة بني ثقيف للإسلام، وذلك بعد وفاة عم النبي (ﷺ) أبي طالب (عليه السلام) ومضايقة قريش ومحاربتها للنبي (ﷺ) والمسلمين، وبعد وصوله (ﷺ) هب الناس الى رشق النبي (ﷺ) بالحجارة حتى أُثخن بجراح بليغة، وبعد فترة استطاع النبي (ﷺ) إبرام اتفاقية سُميت بـ(صلح العقبة)، صارت بعدها الطائف قاعدة قوية للإسلام. - فقرة من يوم العائلة: التدين الحقيقي: - أمي كيف أصل الى مرحلة التدين الحقيقي، أشعر بتخبط أحيانًا. الأم: عزيزتي عليكِ طرد هذا الشعور من ذهنك والتوكل على الله في كل أمورك أولًا من ثم البحث الحقيقي وأن الله عز وجل يعين العبد الصادق إذا أخلص النية وأحسن التوجه. مستمعتي الفاضلة، ما هو التدين الحقيقي برأيك؟ وكيف نحارب النظرة السائدة التي تدين المتدين ففي المجتمع وتستهزئ به؟ إنّ علم "معرفة الله" هو من أعظم العلوم شرفًا وأكثرها قيمة، بل إن التكامل الحقيقي للإنسان لا يتيسر من دون المعرفة الإلهية؛ لأن الكمال الحقيقي للإنسان يتحقق في ظل القرب لله تعالى، ومن البديهي أنه لا يمكن القرب إلى الله تعالى من دون معرفته، ومن هنا طرح التساؤل حول ضرورة البحث عن الدين، واستدل على وجوب معرفة الله تعالى بعدة أدلة نذكر فيما يأتي أهمها: - قد يتساءل البعض عن الدافع الذي يدعو للبحث عن وجود الله تعالى، وإذا أدركنا مدى التأثير الإيجابي الذي يتركه الإيمان بالله على حياة الإنسان وسلوكه، والفرق الكبير بينه وبين سلوك الذين لا يؤمنون بالله، لم يعد لهذا التساؤل من مبرّر، ومع ذلك فإن الدوافع الفطرية في الإنسان تدعو بوضوح للبحث عن الدين، وتتجلى هذه الدوافع بعدة أشكال، وهي غريزة حب الاستطلاع ويعد العامل الاول والاقوى. - من الخصائص النفسية للإنسان، وجود الدافع الفطري والغريزي لديه لمعرفة الحقائق، والاطلاع على الواقعيات، وهو المعبر عنه "بحب الاستطلاع" الذي يدفع الإنسان إلى التفكير والتأمل وطرح التساؤلات في محاولة البحث عن الحقائق بما فيها الدين الحق . إضافة لغريزة البحث عن المنفعة والا من الضرر. مما يشدد من رغبة الإنسان في معرفة الحقائق، أن إرضاء الحاجات الطبيعية وإشباع الدوافع الفطرية لديه لا يتحقّق إلا من خلال الإلمام ببعض المعارف الخاصة التي تجلب له النفع وتدفع عنه الضرر. فإذا أمكن للمعارف الدينية أن تساعد الإنسان على إشباع حاجاته، وتوفير المنافع التي ينشدها، والأمن المضار والأخطار التي تتهدّده، فسيكون الدين من المجالات التي ينشدها الإنسان بفطرته، وبذلك تكون غريزة البحث عن المنفعة والأمن من الضرر والخطر دافعا آخر للبحث عن الدين. - فقرة مضمار البلاغة: اذكر حكمة للإمام علي عليه السلام عن فاعل الخير؟ قَالَ (عليه السلام): فَاعِلُ الْخَيْرِ خَيْرٌ مِنْهُ وَفَاعِلُ الشَّرِّ شَرٌّ مِنْه - فقرة في رحاب الفجر: ما هو التسليم المطلق للإمام المهدي (عجل الله فرجه)؟ التسليم لغة هو الموافقة التامة ظاهرًا وباطنًا بحيث لا يعود هناك أدنى مخالفة للإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وهذه مرتبة لصيقة بصفة الإيمان إذا تحققت في المؤمن كان من آثارها الطاعة المطلقة للإمام (عجّل الله فرجه) وعدم الاعتراض عليه لا في اللسان ولا في القلب، ومن دونها يبقى الإنسان ناقص الإيمان ويعاني من ملوثات الشرك ولو في مراتبه الدنيا التي وإن لم تخرجه من الإسلام ولكن تقدح في الإيمان وكماله، وقد روى الكليني عن عبد الله الكاهلي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لو أن قومًا عبدوا الله وحده لا شريك له وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا البيت وصاموا شهر رمضان ثم قالوا لشيء صنعه الله أو صنعه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلّا صنع خلاف الذي صنع، أو وجدوا ذلك في قلوبهم لكانوا بذلك مشركين. ثم تلا هذه الآية: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾. ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): عليكم بالتسليم. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٣٩٠] ويمكن أن نفهم التسليم للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في أمرين: الأول: في طاعة أوامره (عجّل الله فرجه) فيما ورد عنه في الأحاديث الشريفة والطريق إلى ذلك في الأخذ من العلماء والفقهاء في زمن الغيبة الكبرى، كما ورد عنه (عجّل الله فرجه) في التوقيع الشريف: وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٤٨٤] الثاني: التسليم والرضا وعدم الاعتراض على غيبته (عجّل الله فرجه) والحكمة منها وإيكال أمر ذلك إلى الله تعالى، وقد ورد في بعض فقرات الدعاء الوارد عن الشيخ العمري (رضي الله عنه) ما يشير إلى ذلك: اللهم فثبتني على دينك واستعملني بطاعتك، وليِّن قلبي لولي أمرك، وعافني مما امتحنت به خلقك، وثبتني على طاعة ولي أمرك الذي سترته عن خلقك، فبإذنك غاب عن بريتك، وأمرك ينتظر، وأنت العالم غير معلم بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليك في الإذن له بإظهار أمره وكشف ستره، فصبِّرني على ذلك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت، ولا أكشف عما سترته، ولا أبحث عما كتمته، ولا أنازعك في تدبيرك، ولا أقول: لِمَ؟ وكيف؟ وما بال ولي الأمر لا يظهر، وقد امتلأت الأرض من الجور؟ وأفوض أموري كلها إليك. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٥١٢] ولا يخفى أن التسليم للإمام (عجّل الله فرجه) في زمن الغيبة هو السبيل الوحيد للنجاة من الهلاك والفتن التي يمكن أن تعترض طريق المؤمنين، وقد ورد عن عبد الرحمن بن كثير، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه مهزم فقال له: جعلت فداك أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظره متى هو؟ فقال (عليه السلام): يا مهزم، كذب الوقاتون، وهلك المستعجلون، ونجا المسلمون. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٣٦٨] - فقرة فنون تربوية: لماذا نُرَبّي أبْنَاءَنا على تَحَمّل المَسْؤُوليّة ؟ حتى يقود أبناؤنا المستقبل بنجاح: فأنت عندما تربي ابنك في الصغر على تحمل المسؤولية، سيكون في المستقبل ماهرًا في القيادة والإدارة. حتى يتحمل أبناؤنا أعباء البرّ بنا عندما نكبر: ابنك لن يبرك في الكبر إلا إذا تعوَّد على ذلك في الصغر، فمَن يخطط لكبره جيدًا عليه أن يدرِّب أطفاله من الآن على تحمل المسؤولية، فبرّ الوالدين عند كبرهما مسئولية ليست سهلة، ومن لم يتحمل مسؤولية نفسه صغيرًا؛ لن يتحمل مسؤولية والديه كبارًا. حتى يسعد أبناؤنا في حياتهم الزوجية: الطفل المدلل سيكون زوجًا لا يُعتمد عليه، وسلبيته ستعرِّض زوجته لكثير من الفتن، والطفلة المدللة التي لم تدربها أمها على دخول المطبخ وإدارة البيت ستكون زوجة فاشلة؛ يهرب منها زوجها إلى الآخرين. حتى لا تموت يومًا وتترك ابنًا عاجزًا: فأنت ستترك ابنك يتيمًا في أي لحظة؛ فهل أعددته لهذا اليوم؟ هل جعلته رجلًا يُعتمد عليه ليعاون أمه إن حكمت الظروف يومًا؟ حتى نقلل من عصبية الأمهات: فالأولاد المهملون والسلبيون، يحتاجون إلى أم تخدمهم 24 ساعة، وهذا يصيب أمهم بالعجز المبكر، ولا تنجو من هذا المصير إلا الأم التي تربي أبناءها في طفولتهم على تحمل المسؤولية، حتى لا تتحول أمهم إلى مجرد خادمة. لتحقيق الرجولة المبكرة: وتبكير سن العطاء، فيصبح ابنك رجلًا ونافعًا في سن مبكرة، فبدلًا من أن يصبح ابنك رجلًا عند الثلاثين، يصبح - بالتدريب المبكر على تحمل المسؤولية - رجلًا عند الخامسة عشرة أو العشرين، وعندما تتحقق الرجولة المبكرة ستقل مشكلات المراهقة.