تفاصيل الحلقة

الحلقة الخامسة: قضاء الحوائج

3 ذو القعدة 1445
مشاركة الحلقة
image

إعداد: آيات الياسري. تقديم: وفاء الياسري. الإخراج الإذاعي: هبة قاسم. الضيفة: الاستاذة بشرى الشويلي - مبلغة إسلامية. محور الحلقة بيان أهمية قضاء حوائج الناس وبيان مواردها الصحيحة التي ذكرت لأجلها من خلال جملة من الأسئلة مع الضيفة الكريمة. قدّر الله أفضالًا وأجورًا لا تعد ولا تحصى لعبادة قضاء حوائج الناس، وقد ذكرت في القرآن والسنة آيات وأحاديث عن قضاء حوائج الناس تظهر أثر هذه العبادة وعظم أجرها وفضلها عند الله عز وجل، فالدين الإسلامي قائم على مبدأ التراحم والتكافل والتناصح والمودّة والإحسان والتضحية والإيثار، حيث قال الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى﴾، وهذا ما يلزم الأفراد بالكثير من الواجبات تجاه بعضهم بعضًا بصفتهم أفرادًا، وتجاه المجتمع بصفته كيانًا اجتماعيًا يحتضن الجميع، من أهمّها خدمة الناس وقضاء حوائجهم. إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾، في هذه الآية نلاحظ ترتيب الأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى والنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي فالامتثال بهذه الأوامر الإلهية تعصم الإنسان عن التقصير في حق الله تعالى عليه وحق نفسه وحق من عليه من الناس، ويدفعه للعمل الدؤوب في خدمتهم، وأداء مسؤوليّته تجاههم. كيف يمكن توظيف هذه الآية لكي تكون منطلقًا لنا في الحياة يرتكز على أداء الحقوق؟ وعن الإمام الصادق (عليه السلام): "إنّ الله تعالى خلق خلقًا من خلقه، انتجبهم لقضاء حوائج فقراء شيعتنا، ليثيبهم على ذلك الجنّة. فإنْ استطعت أن تكون منهم فكن". لا شك أن نفع الناس قيمة إنسانية نبيلة والنفع هنا عام، أي: في كل ما يقع لهم به النفع ماديًا كان أو معنويًا، فالأمة في هذه الآونة الحرجة التي تمر بها تحتاج إلى من يسعى في نفعها، وتقديم واجب الخير إلى المحرومين والمحتاجين من أفرادها، فكم من بيت بات طاويًا لا يعلم بحاله إلا الله تعالى، وكم من أسر معوزة لا تجد ما تسد به جوعها. عن أمير المؤمنين عليه السلام (لا تؤيّس مذنبًا، فكم من عاكف على ذنبه خُتم له بخير). وكأن الإمام عليه السلام يشير الى كيفية التعامل مع الشخص الذي ارتكب ذنبًا ما ويحاول الإصلاح. البعض منا يزيده يأسًا وإحباطًا الى جنب ارتكابه لذنبه. كيف يمكن أن ننطلق من هذا الحديث بنهج نتعامل فيه مع الشخص المذنب بحيث نكون معه عوامل مساعدة في تنفيس كربته أولًا وبث الأمل عنده انطلاقًا من (فكم من عاكف على ذنبه خُتم له بخير) بحيث يكون ذلك الذنب محطة انطلاق لإصلاح ما أفسده في علاقته مع ربه مع مراعاة كل ذلك يندرج تحت مظلة قضاء حاجة مؤمن بتنفيس كربته مع الحث على عدم الاستهانة بالذنب، عن الإمام الكاظم (عليه السلام) أنّه قال: "إنّ خواتيم أعمالكم قضاء حوائج إخوانكم والإحسان إليهم ما قدرتم، وإلّا لم يقبل منكم عمل، حنّوا على إخوانكم وارحموهم تلحقوا بنا) هنا نلاحظ أن الإمام قرن قضاء حوائج الناس والإحسان إليهم بحسن العاقبة مباشرة ثم بقبول الأعمال كذلك والأمر الآخر وهو ربط الحنان عليهم بالإلحاق بأهل البيت عليهم السلام، كيف يمكن لنا أن نتخذ منهجًا في حياتنا بحيث يحقق لنا ما أشار اليه الإمام عليه السلام؟ البعض لا يعي أن قضاء حاجة المؤمن لا تطبق في كل جنبة من جنبات الحياة فبعض الأمور تكون معصية بحد ذاتها كأن تستلزم تقديم وتأخير أسماء المرضى في عيادات الأطباء لحالات غير ضرورية فالبعض يعطي أموالًا إضافية لغرض عدم الانتظار أكثر ويدرجونها ضمن لائحة تسهيل أمر مؤمن. كيف يمكن التصدي لذلك؟ وكيف نزرع ثقافة قضاء حوائج الناس ضمن مواردها الصحيحة؟.