تفاصيل الحلقة

الحلقة الأولى: الاستقلال الفكري والثقافي

1445
مشاركة الحلقة
image

إعداد وتقديم: زهراء الطالقاني. المونتاج الإذاعي: رؤى جميل. الضيفة: سارة الحلو - تدريسية و باحثة اجتماعية ومعاونة إدارية في مكتب المتولي الشرعي للشؤون النسوية في العتبة العباسية المقدسة - بكالوريوس علوم كيمياء. محور الحلقة الاستقلال الفكري والثقافي لا بد من تعريف وعرض لمفهوم الاستقلال الفكري والثقافي في فكرنا الإٍسلامي، لاسيما ونحن نعاني في الآونة الأخيرة من محاولات الاستلاب الفكري والثقافي المضاد لمفهوم الاستقلال الفكري والثقافي. والاستلاب من السلب، وهو دال مفهومي يستعمل من قبل الاتجاه الناقد للتقليد والانسحاق أمام الغرب وهو يدل على حالة التبعية الثقافية، ويمكن تعريفه بأنه «وقوع الكائن العاقل الذي يمتلك حيزًا من التفكير الاعتيادي والمتفاعل مع محيطه بالضرورة، في موقع الأسر الكلي أو شبه المطلق لفكرة ما أو لمقدرة ما أكثر تأثيرًا من مثيلاتها بحيث تكون هذه المقدرة هي الرأس الموجه، وهو سيطرة فكر ما أو مجموعة أفكار على البنى العقلية والنهج الفكري لإنسان ما أو مجتمع محدد. أما بالنسبة للاستقلال الثقافي فهو أول خطوة على طريق استقلال الفرد المسلم ثم المجتمع المسلم، وإذا أردنا أن نكون مستقلين، فيجب أوَلًا أن تكون أفكارنا مستقلة، أي يجب (أن نبدأ) من الحرية الفكرية. هنالك حرية خارجية (موضوعية) لا يجوز لأحد التعرض لها، ومثل هذه الحرية إذا تركوها فهي موجودة. أمَا الحرية الفكرية فهي أن يكون الإنسان حرًا في تفكيره، فيفكِر من دون ميول إلى هذا الجانب أو ذاك. وكذلك الحال في المسائل العلمية، إذا فكر الإنسان بحرية في المسائل العلمية يخرج بتصورات معينة، وإذا كان ذهنه مرتهنًا، وكان طفيليًا على القضية، فسيخرج بتصورات وأفكار أخرى. حتى تصوراتنا العلمية ليست حرَة الآن. من حق كل فرد مسلم أن يتمتع بحريته الثقافية في ظل دينه الحنيف ولذلك نجد أن الحرية الفكرية لم تأتِ بشكل مطلب فقط في ظل الدين الإسلامي بل هي مطلب أغلب الانبياء أي إنها منهاج إلهي بحت ليس إسلاميًا (فحسب‏) بل كل نبي بعث في العالم، إنما بعث لإنقاذ البشر من شر هؤلاء الطواغيت. فالنبي موسى كان راعيًا، وكان من طبقة المستضعفين، فثار على فرعون وطالب بحق هذه الطبقة. ورسولنا الكريم (ﷺ) أيضًا كان من هؤلاء المستضعفين، وثار أيضًا وجمع حوله المستضعفين الذين يسمون من الدرجة الثالثة وعلمهم وأفهمهم القضية. وثار هؤلاء وطهروا أولًا جزيرة العرب من الطواغيت، ثم جاءوا بعد ذلك صوب الروم والفرس وهزموهم. ليس هدفهم الاحتلال بل أرادوا تحرير البشر من شياطين الإنس والجن. كان هذا هو الأصل. كان النبي يتجرع الغصص لأنهم لا يدخلون في الإسلام. كان يتألم لأجل الناس كان يحب الناس كان يحب الإنسانية ويريد إنقاذ الإنسانية. لم يكن يريد أن يسير الإنسان في طريق يفسَد هو فيه ويُفسِد الجميع. اذن نصل الى حقيقة مفادها أن الاستقلال الفكري هو الذي يقوم على بناء المفاهيم الخاصة بنا، والتحرر من التبعية للغير، فنحن أمة توجب عليها مرجعيتها الدينية والثقافية ومصالحها الحياتية الدنيوية أن تكون مستقلة في نظرها ومفاهيمها، فلا تستجلب مفاهيم الآخر التي صيغت لتعالج مشكلاته وتخاطب قضاياه ليتخذ منها الناس -كما هو الحال- صنمًا يهيمون به ويعكفون عليه. سؤالنا: (كيف يستطيع الفرد أن يجعل من فكره فكرًا مستقلًا وإسلاميًا في ظل هذه الهجمات الثقافية عبر الانترنت)!؟.