تفاصيل الحلقة
الحلقة الثالثة: تطبيقات الإنترنت والتواصل الاجتماعي والتلاعب بفيزيولوجيا الدماغ

إعداد وتقديم: زهراء الطالقاني. المونتاج الإذاعي: رؤى جميل. الضيفة: سارة الحلو - تدريسية و باحثة اجتماعية ومعاونة إدارية في مكتب المتولي الشرعي للشؤون النسوية في العتبة العباسية المقدسة - بكالوريوس علوم كيمياء. محور الحلقة تطبيقات الإنترنت والتواصل الاجتماعي والتلاعب بفيزيولوجيا الدماغ تزداد اليوم الترجيحات العلميَّة البحثيَّة المنشورة من قبل المؤسَّسات الأكاديميَّة ومراكز الأبحاث الغربيَّة التي ترى أنَّ «المنصَّات الرقميّة أصبحت تشكِّل امتدادًا عقليًّا وعصبيًّا للدماغ البشري، عن طريق دمج عناصر من البيئة الرقميّة الخارجيَّة في صميم طريقة تفكير الفرد، وامتداد تلك العناصر للقيام بالدور الإدراكي نفسه لأدمغتنا» - إلى درجة أنَّ البعض وصل إلى قناعة لا تزال موضعَ نقاشٍ وجدلٍ أكاديميّ- أنَّ (التواصل الرقميّ يؤدي إلى رسم خرائط مباشرة على البنية الماديَّة لدماغ الإنسان مشابهة لخرائط وأشكال الرقميّات) ومن خلال البحث عن مدى تأثير التصفّح المستمر للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعيّ على العقل وجد خبراء أنَّ وجود الفرصة لتعدّد المهام مضرٌّ للأداء الإدراكي، وهو ما يسمى بـ«الهوس المعلوماتي» حيث أنَّ حالة وسلوك المحاولة والانشغال الذهني للتركيز في مهمة ما بينما توجد رسالة في صندوق الوارد غير مقروءة قد تقلل من كفاءة معدل الذكاء بـ10 نقاط. ووجد «روس بولدتراك»، أحد علماء المُخ والأعصاب في ستاندفورد، أن أخذ المعلومات أثناء تعدُّد المهام العصبيَّة يُسبب التخزين. لنأخذ مثالًا تطبيقيًّا وهو مُذاكرة الطلاب ورؤيتهم للتلفاز ففي الوقت نفسه تذهب المعلومات الدراسيَّة إلى السترياتوم (الجزء المُخطط)، وهو جزء في المخ مخصّص لتخزين المهارات والإجراءات الجديدة ولا يستخدم لتخزين الحقائق والأفكار. أمَّا من دون تشتيت التلفاز، تذهب المعلومات إلى الهيبوكامبوس (الجزء الحصين)، حيث يتمّ تنظيمها وتقسيمها بمختلف الطرق، ممَّا يجعل استرجاعها أسهل. يضيف أحد العلماء: (لا يستطيع الناس القيام بمهام متعدِّدة في الوقت نفسه بطريقة جيِّدة، حتى عندما يقولون أنَّهم يستطيعون، فإنَّهم يخدعون أنفسهم. والمخ مُخادع جيّد) ويأتي دور الأيض، فطلب نقل الانتباه من نشاط لآخر من المخ يتسبب في حرق الجلوكوز المؤكسد من قبل قشرة الفص الجبهي والسترياتوم، وهو ما يحتاجونه لتكملة مهمة واحدة. يتسبب التنقل المستمر الذي نقوم به عند تعدد المهام في جعل المخ يحرق الكثير من وقوده بسرعة حتى نشعر بالتعب والإرهاق بعد وقت قليل. لقد استنزفنا العناصر الغذائيَّة في المخ. يؤدي ذلك إلى خلل في التركيز والكفاءة البدنية. كما يؤدي التنقل المستمر بين المهام إلى القلق، والذي يرفع درجة هرمون الكورتيزول المسؤول عن الإجهاد في المخ، والذي قد يؤدّي إلى تصرفات عنيفة ومندفعة. على الجانب الآخر، «تتحكم الحزاميَّة الأماميَّة والسترياتوم في استمراريَّة التركيز على مهمة واحدة، ويؤدي التركيز على مهمة واحدة إلى استهلاك طاقة أقل وتقليل احتياج المخ من الجلوكوز. ويتطلب تعدد المهام في آن واحد القدرة على اتخاذ القرار: هل يجب الردّ على تلك الرسالة النصيَّة أم تركها؟ كيف أرد عليها؟ كيف أقوم بترتيب تلك الرسالة البريديَّة؟ هل يجب أن أستكمل ما أقوم بعمله الآن أم أحصل على استراحة؟ يتضح أنّ اتّخاذ القرار صعب على الموارد العصبيَّة وأنّ القرارات الصغيرة تتساوى في استهلاك الطاقة مع القرارات الكبيرة. التحكم في الانفعالات هو أول الموارد التي نفقدها. ومن الممكن أن ينتهي بنا الحال باتخاذ قرارات سيّئة للغاية بخصوص مواضيع مهمة، نصل الى نتيجة مفادها تقنيات القراءة الرقميّة وآثارها على الدماغ والذاكرة»، أنّ ثمَّة فروقات جدِّيَّة بين القراءة الورقيَّة والإلكترونيَّة، حيث أنَّ «القارئ على الشاشة يبقى يحلِّق فوق النص، ويقوم بمسح أفقي وآخر عمودي، وأنَّ مراقبة حركة العينين على الشاشة أظهرت أن المتصفّح لا يقرأ أكثر من 20% من النصوص المعروضة أمامه، وما تبقَّى يظل في إطار المرئي وليس المقروء. سؤالنا: (ما السبل التي من خلالها نكون قادرين على منع أنفسنا من الإدمان على منصات التواصل الاجتماعي وما طريقة الاستخدام الصحيحة التي تحمي الدماغ من التأثر والإدمان؟).
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.