تفاصيل الحلقة
الحلقة الخامسة: الرقميات وإضعاف قدرات التلقي والتحقيق في المعلومات المنشورة

إعداد وتقديم: زهراء الطالقاني. المونتاج الإذاعي: رؤى جميل. الضيفة: سارة الحلو - تدريسية و باحثة اجتماعية ومعاونة إدارية في مكتب المتولي الشرعي للشؤون النسوية في العتبة العباسية المقدسة - بكالوريوس علوم كيمياء. محور الحلقة الرقميات وإضعاف قدرات التلقي والتحقيق في المعلومات المنشورة يغفل الكثيرون ممن يتعاملون مع هذه المواقع أن اللاوعي لديهم والتفكير والعواطف والإدراك، تؤدي دورًا كبيرًا في طريقة استخدامهم لها، بدءًا من كتابة منشور أو مشاركته أو الإعجاب بمنشورات الآخرين أو حتى المتابعة بصمت. استنتجت الكثير من الأبحاث وجود عوامل مؤثّرة عند النشر وأنَّ العديد من الأسباب التي تدفع الأفراد للمشاركة بأشكالها المختلفة في هذه المواقع، قد يكون أبرزها ناتجًا عن احتياجات نفسيَّة فرديَّة مثل تعزيز الذات والهويَّة الشخصيَّة وشعور الانتماء والترابط الاجتماعيّ وخلق محتوى مفيد وفعّال. لكن كيف تلعب طريقة تفكيرنا دورًا مهمًّا في تعاملنا مع ما نشاهده من أخبار ومنشورات في تلك المواقع؟ يتأثَّر العقل البشري بكثير من المحفزات الخارجيَّة التي تدفعه لاتخاذ قرار أو تحديد طريقة تعامله مع ما يواجهه في حياته اليوميَّة ولنفهم أكثر كيف تتعامل عقولنا مع تلك المحفّزات التي تجعلنا نشارك وننشر الأخبار والقصص على "الفيسبوك" وغيره من المواقع. أشار العلماء الى أن العقل البشري يتّبع في تفكيره على نظامين اثنين: أحدهما سريع والآخر بطيء. يتعامل النظام السريع مع الملاحظات اللاواعية البديهيَّة، أي مع المهارات الفطريَّة أو الأساسيَّة، فيما يختصّ النظام البطيء بالتعامل مع الملاحظات الواعية والمنطقيَّة الناتجة أساسًا عن المهارات المُكتسبة من تجاربنا الحياتيَّة. يحدث النظام السريع بشكل تلقائي، ويحتاج النظام البطيء إلى الكثير من الاهتمام والتركيز . يشتمل العقل البشري على حالتين من الإدراك وفقًا لهذين النظامين المختلفين، أوّلهما ما سمّاه كانيمان بالسهولة المعرفيَّة أي (الحالة التي يكون فيها العقل حينما يشعر أن الأمور تسير على ما يرام، لا تهديدات ولا أخبار تستدعي الانتباه وتركيز الجهد تجاهها) ولو نظرنا إلى الطريقة التي نستخدم بها مواقع التواصل الاجتماعيّ لوجدنا الآتي: تصفّح سريع للمشاركات والأخبار، ومرور سريع من دون تركيز بين المنشورات سواء على الشاشة الكبيرة أو الصغيرة، أي أننا في معظم الوقت نكون في حالة من الارتياح والاسترخاء، حتى إن خضنا نقاشًا أو كتبنا تعليقًا هنا أو هناك، ننظر إلى الأمر على أنَّه وضع سهل مريح لا يتطلب الجهد أو التحدي. الأمر ينطبق على تصفّحنا للأخبار الثقافيّة أو الطبيّة أو أخبار المشاهير، أكثر مما ينطبق على تصفّحنا للأخبار السياسيّة، وبالتأكيد هناك عوامل مؤثّرة عند النشر. على مستوى رغبة المستخدم في نشر التعليقات ومواد المحتوى الرقميّ، إن لمجموعة من العوامل والأسباب التي تؤدي إلى السهولة المعرفيَّة دورًا في جعلنا نشارك خبرًا أم لا، منها وضوح ما نقرأ وسهولة فهمه، وتكرار المعلومات التي نتصفّحها، ومطالعة الأخبار التي تتوافق مع أفكارنا ومعلوماتنا التي بدورها تجعلنا نشعر باليقين حول الأشياء، فالعالم وما يحدث فيه يبدو منطقيًّا بالنسبة لنا، مما يجعلنا نشعر بالراحة واليُسر ويضعنا في مزاج جيد. إضافة الى الأخبار العاجلة والنصوص الواضحة، يؤدي هذا النوع من الأخبار إلى السهولة المعرفيَّة وتحفيز عمل نظام التفكير السريع بشكلٍ جيد ووفقًا لنتائج الدراسة التي أجريت في هذا الجانب فإن معظم الأشخاص يميلون إلى اختيار الجملة الأولى أكثر من الثانية، بالتأكيد تستطيع استنتاج أن الخط العريض والواضح أثَّر في الاختيار. وإذا قمنا بإسقاط هذه النتيجة على مشاركة الأخبار في مواقع التواصل الاجتماعيّ، سنلاحظ أن الأخبار العاجلة لها تأثير مماثل تمامًا، فيميل الأشخاص إلى مشاركتها لأنَّها تجذب اهتمامًا أكبر من الأخبار الاعتياديَّة، لاسيما أنَّها تمتاز بقصر جُملها مما يجعلها تبدو بشكلٍ أوضح وأسهل. النصوص البسيطة: غالبًا ما تكون الأخبار المكتوبة بنصوص بسيطة أكثر سهولة في التحليل والفهم وأكثر عرضةً للمشاركة، لأنَّها تعمل على تحفيز نظام التفكير السريع فلا تحتاج وقتًا أو جهدًا كبيرين للوقوف عندها والتفكير فيما إذا كانت تستحق المشاركة أم لا. استطلاع مع مختصة: (مسألة التعامل مع الرقميات وإضعاف قدرات التلقي والتحقيق في المعلومات المنشورة، كيف نتعامل مع هذه المشكلة؟).
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.