إعداد وتقديم: نور الهدى أحمد. المونتاج الإذاعي: زينب قاسم. دارَ محور هذه الحلقة النحو والصرف حيث أن عِلْمُ النَّحُو ويسمَّى أيضًا عِلْمُ الإِعْرَاب أو علم النحو والصرف هو علم يعرف به حال أواخر الكلم، وعلم النحو يبحث في أصول تكوين الجملة وقواعد الإعراب. فغاية علم النحو أن يحدد أساليب تكوين الجمل ومواضع الكلمات والخصائص التي تكتسبها الكلمة من ذلك الموضع، سواءً أكانت خصائص نحوية كالابتداء والفاعلية والمفعولية أم أحكامًا نحوية كالتقديم والتأخير والإعراب والبناء. والغرض من علم النحو تحصيل ملكة يقتدر بها على إيراد تركيب وضع وضعًا نوعيًا لما أراده المتكلم من المعاني وعلى فهم معنى أي مركب كان بحسب الوضع المذكور. وعلم النحو من علوم اللغة العربية ويعد العلم الأهم بينها، معرفته ضرورية على أهل الشريعة إذ مأخذ الأحكام الشرعية كلها من الكتاب والسنة، وتعلم لمن أراد علم الشريعة. لقد سعى الإمام الصادق (عليه السلام) الى فتح الأفق العقلي لدى الفقهاء للتفكير في مصلحة الإسلام لا في مصالح السلطة، لأن بناء الوحدة الإسلامية بحاجة الى عقول مدركة لحقيقة الإسلام وواقع مصالح المسلمين، ولولا هذا الإدراك الواقعي لا يمكن تأسيس أي وحدة بينهم، ومن مبادئ مدرسة الإمام الصادق التي نؤمن بها، ‌نرى أن الوحدة الاسلامية هي الأساس، وما أحوجنا الى هذه الجامعة وفكرها ونهجها العلمي، بكل أبعادها لنجسد بذلك التعاليم الإسلام وروحه العلمية الوحدوية، للنهوض بالمجتمع البشري، نحو سعادته وكماله، التي توحد صفوف الأمة الإسلامية . وقد احتضنت فترة الإمام الصادق ومن قبله فترة أبيه الباقر عليهما السلام كثيرًا من الحوارات والمناقشات النحوية والكلامية بنسبة ملحوظة من الانفتاحين الفكري والثقافي، ووضع الإمام الصادق (عليه السلام) الأساس التجريبي للكثير من العلوم، ووسع من أفق التفكير في علوم الكلام والنحو والصرف واللغات على الأساس النظري. ومن كتب الإمام الصادق الكثيرة نخص بالذكر كتابًا في علم النحو، حيث يدخل كتابه (عليه السلام) في التأسيس للمنهج الافتراضي والتعليلي في النحو العربي في دائرة اهتمام المتخصصين في نطاق علوم اللغة العربية بشكل خاص والباحثين في المواضيع قريبة الصلة بوجه عام؛ حيث يكون هذا الكتاب ضمن نطاق تخصص علوم اللغة وهو وثيق الصلة بالتخصصات الأخرى مثل الشعر، والقواعد اللغوية، والأدب، والبلاغة، والآداب العربية. ومن طلبة الإمام جعفر الصادق عليه السلام في علم النحو هو الخليل بن أحمد الفراهيدي، وهو أفضل العلماء في الأدب وقوله حجة فيه واخترع علم العروض وفضله أشهر من أن يذكر وكان إمامي المذهب، عن ابن إدريس في مستطرفات السرائر أنه عدّه من كبراء أصحابنا الا أنه سماه الخليل بن إبراهيم بن أحمد العروضي....