إعداد وتقديم: حنان حسين المونتاج الإذاعي: دنيا الحميري دار محور هذه الحلقة حول موضوع "الحرص الزائد" حيث أن القلق والخوف على الأبناء أصبح أمرًا طبيعيًا عند الآباء بل هو دافع للمتابعة والتربية، لكن إن زاد هذا الخوف وأصبح يشكل اضطرابًا نفسيًا، فإن هذا القلق يكون مرضًا قد أصاب البعض من أولياء الأمور وينعكس ذلك سلبًا على الأبناء، حيث يكون الابن أو البنت محاطًا بعدة اسئلة وبكلمات الرفض والمنع وتلقي الأوامر والنواهي، فيعيش الأبناء هنا حالة من الخوف تمنعهم من المغامرة والانطلاق بثقة وشجاعة. ومعروف أن السنوات الأولى من تربية أي طفل هي المحك وهي البذرة التي تنمو معه وتسبغ شخصيته عندما يكبر، فإذا كنت تريد ابنك بطلًا يثق بنفسه، ولا يعاني من أمراض نفسية أو عقد فهناك طريقة للتربية، وإذا كنت تريده شخصًا ضعيفًا يعاني مدى الحياة فهذه طريقة أسهل بكثير، فالذي يجب أن يدركه الوالدان أن الحرص والقلق الزائدين يقيدان الطفل ويجعلانه شخصية اتكالية وغير واثق من نفسه وقدراته، ويكون منطويا دائم الخوف، لكن من أجل بناء طفل سليم قادر على مواجهة الحياة يتحتم على الوالدين هنا إتاحة الفرصة له في مواجهة مشاكله بنفسه وإعطائه الفرصة لاكتشاف الحلول. وللأسف يكون حب الوالدين وحرصهما الشديد أثر مدمر على شخصية الأبناء، فالحرص الزائد يؤدي إلى أن تكون شخصية الابن غير سوية وسلبية ومهزوزة، كما قد يتصف الابن بالخوف والخجل، ويفقد الثقة بالنفس ولا يكون قادرًا على تحمل المسؤولية، كما يؤدي إلى عجزه عن تحقيق طموحاته. وإن مثل هذا الحرص الشديد من الآباء يقنع الطفل بفكرة أن هذا العالم مكان محفوف بالمخاطر وأنه لن يستطيع النجاة فيه بمفرده، ما يجعل الطفل يواجه تجارب الحياة بكثير من الخوف والقليل من الثقة بالنفس...