تفاصيل الحلقة
الحلقة الخامسة: الطب/ حنين بن إسحاق

إعداد وتقديم: نور الهدى أحمد. المونتاج الإذاعي: زينب قاسم. دارَ محور هذه الحلقة حول الطب جانب من الجوانب العلمية الغزيرة التي برع بها الإمام الصادق (عليه السلام) الا وهو الجانب الطبي. وبهذا الصدد ورد في كتاب الإمام الصادق (عليه السلام) كما عرفه العلماء) موضوع خاص بمجال الطب لدى الإمام (عليه السلام) حيث لا ريب في أن مولانا أبا عبد الله (عليه السلام) كان على إلمام تام بالطب " وما يتعلق به. وقد تحدث في ما روي عنه عن الطبائع والأمزجة، وعن الأشياء ومنافعها ومضارها، مما يثبت وقوفه على هذا العلم. وقد جمع بعض علماء السلف شيئًا كثيرًا من آراء الأئمة في الطب وسماه (طب الأئمة).. وخصص الإمام الصادق (عليه السلام) في ما ألقاه على المفضل بن عمر الجعفي فصلًا تحدث فيه عن الطبائع وفوائد الأدوية وتشريح الجسم ومعرفة وظائف الأعضاء (الفسيولوجيا) وفي ثنايا الأحاديث حديث مستفيض من كلام الإمام الصادق (عليه السلام) عن خواص الأشياء وفوائدها وعلاج الأمراض والأوجاع والحمية والوقاية. وسنورد بعض هذه الأحاديث دليلًا على هذا القول: قال محمد بن مسلم سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "ما وجدنا للحمى مثل الماء البارد". وفي حديث آخر: "الحمى من فيح جهنم. فأطفئوها بالماء البارد". وفي (الكافي) عن أحمد بن محمد عن بعض أصحابه قال: كنت أجالس أبا عبد الله (عليه السلام) فلا والله ما رأيت مجلسًا أنبل من مجالسه، قال: فقال لي ذات يوم: من أين تخرج العطسة؟ فقلت: من الأنف. فقال لي: أصبت الخطأ. فقلت: جعلت فداك، من أين تخرج؟ فقال: من جميع البدن، كما وأن النطفة تخرج من جميع البدن، أما رأيت الإنسان إذا عطس نفض أعضاءه؟ وهذا ابن ماسويه، أشهر أطباء عصره، ينصت للإمام الصادق عليه السلام في شرحه وتوضيحه للطبائع والأمراض. وحدث أبو هفان في محضر ابن ماسويه بأن جعفرًا بن محمد عليه السلام قال: الطبائع أربع: الدم وهو عبد، وربما قتل العبد سيده، والريح، وهو عدو، إذا سددت له بابًا أتاك من آخر، والبلغم وهو ملك يدارى، والمرة، وهي الأرض إذا رجفت رجفت بمن عليها، فقال ابن ماسويه: أعد عليّ، فو الله ما يحسن جالينوس أن يصف هذا الوصف. وقد فصل (عليه السلام) الحديث عن الهيكل العظمي والأعصاب والجوارح في جسم الإنسان وشرحها شرحًا دقيقًا عندما سأله الطبيب النصراني عن ذلك. فقد روى سالم الضرير: إن نصرانيًا سأل الصادق (عليه السلام) تفصيل الجسم، فقال (عليه السلام): إن الله تعالى خلق الإنسان على اثني عشر وصلًا، وعلى مئتين وستة وأربعين عظمًا، وعلى ثلاثمئة وستين عرقًا. فالعروق هي التي تقي الجسد كله، والعظام تمسكها، والشحم يمسك العظام، والعصب يمسك اللحم، وجعل في يديه اثنين وثمانين عظمًا في كل يد واحد وأربعون عظمًا، منها في كفه خمسة وثلاثون عظمًا، وفي ساعده اثنان، وفي عضده واحد، وفي كتفه ثلاثة، وكذلك الأخرى وفي رجله ثلاثة وأربعون عظمًا، منها في قدمه خمسة وثلاثون عظمًا، وفي ساقه اثنان، وفي ركبته ثلاث، وفي فخذه واحد، وفي وركه اثنان، وكذلك في الأخرى....
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.