تفاصيل الحلقة
الحلقة العاشرة: رعاية العواطف

إعداد: زهراء الطالقاني. تقديم: زهراء الطالقاني - بلسم الربيعي. الإخراج الإذاعي: رسل باسم. تمت الاشارة الى الفقرات الثابتة كالآتي: - فقرة من ذاكرة التاريخ: ترحيل الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) من المدينة إلى العراق قسرًا وحبسه بأمر هارون العباسي سنة 179هـ، فقضى فترة حبسه بالزهد والعبادة والمعاناة حتى استُشهد مسمومًا في سجن اللعين السندي بن شاهك. ومن الأسباب التي حفّزت هارون الرشيد لاعتقال الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) وزجّه في غياهب السجون، احتجاجه عليه بأنه أولى بالنبي (صلّى الله عليه وآله) من جميع المسلمين، فهو أحد أسباطه ووريثه، وأنه أحق بالخلافة من غيره، وقد جرى احتجاجه معه عند قبر النبي (صلّى الله عليه وآله) وذلك عندما زاره هارون وقد احتفى به الأشراف والوجوه وقادة الجيش وكبار الموظفين في الدولة، فقد أقبل بوجهه على الضريح المقدّس وسلّم على النبي (صلّى الله عليه وآله) قائلًا: "السلام عليك ابن العم"، وبذلك بدا الاعتزاز والافتخار لهارون على غيره برحمه الماسة من النبي (صلّى الله عليه وآله) وإنه نال الخلافة لهذا السبب، أما الإمام الكاظم (عليه السلام) فتقدم أمام الجمهور وسلّم على النبي (صلّى الله عليه وآله) قائلًا: (السلام عليك يا أبتِ). عندها استولت على الرشيد موجات من الاستياء وكاد يفقد صوابه لأن الإمام (عليه السلام) قد سبقه إلى ذلك المجد، فاندفع قائلًا بصوت مشحون بالغضب: (ثم قلت إنك أقرب إلى الرسول (صلّى الله عليه وآله) منّا؟!). فأجابه الإمام (عليه السلام) بهدوء كعادته وبجواب مفحم لم يتمكن الرشيد من الرد عليه. (لو بعث رسول الله حيًّا وخطب منك كريمتك هل كنت تجيبه إلى ذلك؟ فقال هارون: سبحان الله!! وكنت أفتخر بذلك على العرب والعجم. فانبرى الإمام وبيّن له الوجه الصحيح في قربه من النبي (صلّى الله عليه وآله) دونه قائلًا: (لكنه لا يخطب منّي ولا أزوجه، لأنه والدنا لا والدكم، فلذلك نحن أقرب إليه منكم) عندها اندفع هارون حانقًا وأمر باعتقال الإمام (عليه السلام) وزجّه في السجن. - فقرة من يوم العائلة: رعاية العواطف زينب: ابنتي ليلى لا تراعي عواطف الآخرين كيف اتعامل معها؟ دومًا أقول لها هذا ليس من الذوق لكنها لا تستجيب، تجرح مشاعر الأطفال فماذا أفعل؟ نور: اسمعي يا زينب عليك أن تبدئي معها وتساعديها من خلال مراعاة عواطف الآخرين أمامها، كذلك عامليها بالطريقة التي تودين منها أن تكون عليها لتكتسبها منكِ. - رعاية العواطف مسألة مهمة جدًا، كيف اتخذها كصفة ملازمة لي في حياتي؟ إن مراعاة مشاعر الناس أحد الفصول المهمة في التربية الإسلامية. فهناك مئات الآيات والأحاديث في موضوع الأخلاق الفاضلة والبذيئة في الإسلام، ومراعاة الناس والاهتمام بمشاعرهم من المسائل التي أكد الأئمة (عليهم السلام) عليها كثيرًا، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (يحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل والتعاون على التعاطف، والمواساة لأهل الحاجة، وتعاطف بعضهم على بعض). وفي حديث آخر عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال: (سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: تواصلوا، وتبارّوا، وتراحموا، وتعاطفوا). هناك ميول مختلفة مودعة في قوام الإنسان: روحه وجسده، ولكل منها دور فعال في ضمان سعادته. ومن الضروري أن تلبّى جميع الميول بالصورة الصحيحة حتى يصل الإنسان إلى الكمال اللائق به. فلا ينبغي حصر الإنسان في واحد أو طائفة من الميول الخاصة، وتجاهل سائر الاحتياجات الفطرية. الإنسان يميل طبيعيًا إلى الغذاء ويجب إشباع هذا الميل ولكن سعادة الإنسان لا تنحصر في الغذاء، والإنسان يملك ثروة العقل العظيمة ويجب تنميتها وصيانتها عن طريق التفكير والتعلم ولكن الإنسان ليس عقلًا فقط، وكذلك العواطف والمشاعر فإنها من الثروات الفطرية للإنسان، ورعايتها بالصورة الصحيحة من أهم أسس سعادته، ولكن الإنسان ليس مكونًا من العواطف والمشاعر فقط، فالعواطف والمشاعر من الأمور الفطرية التي تتسع دائرة تأثيرها في حياة الإنسان وتكون لنتائجها الخيرة أو الشريرة أهمية فائقة، ذلك أن أعظم القوى المحركة في عالم الإنسان، وأقوى العوامل المحفزة للفرد والمجتمع عبارة عن العواطف والمشاعر. إن أكثر الحوادث العظيمة التي وقعت في العالم على مر القرون تعود في جذورها الى مشاعر الناس، فالحروب الدامية والمطاحنات المتواصلة، والجرائم المذهلة، والأعمال اللاإنسانية تنبع من المشاعر في الغالب. وكذلك تضحيات الأبطال والمخلصين في سبيل أهدافهم ومظاهر الإحسان والكرم، ومساعدة الفقراء، ورعاية الأيتام تملك جذورًا عاطفية أيضًا. - فقرة مضمار البلاغة: اذكر حكمة للإمام علي عليه السلام عن ذكر المعاد؟ ج: قَالَ (عليه السلام): طُوبَى لِمَنْ ذَكَرَ الْمَعَادَ وَعَمِلَ لِلْحِسَابِ وَقَنِعَ بِالْكَفَافِ وَرَضِيَ عَنِ اللَّهِ. - فقرة في رحاب الفجر: كيف يمكن للمؤمن المنتظِر لصاحب الزمان (عجّل الله فرجه) أن يكون مواسيًا حقيقيًا أيام شهري محرم الحرام وصفر لإمامه الغائب بطريقة أكثر تقربًا وتوددًا له (سلام الله عليه)؟ أول مراتب المواساة والعزاء لإمامنا صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه) هو استشعار الحزن والألم في القلب، إذا حل شهر محرم الحرام، وأن لا يكون حالنا في هذه الليالي والأيام كحالنا في بقية أيام السنة، فهذه هي العلامة الفارقة بين الموالي المنتظِر وبين الآخرين الذي لا يرتبطون بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عقائديًا وروحيًا. ولا يمكن أن نكتفي باستشعار القلب لذلك فقط، بل لابد من إظهاره كواقع يحكم سلوكنا وحركتنا من خلال إقامة الشعائر الحسينية والاشتراك فيها حضورًا وخدمة. فإن إظهار الحزن ورفع الأعلام الحسينية على البيوت والجدران من الأمور الكاشفة عن الحزن والغمّ الذي أمرنا أهل البيت (عليه السلام) بإشاعته وإعلانه، وليكون كل ذلك مصداقًا لاقتدائنا بهم (عليهم السلام) ومواساتهم، يقول الريّان بن شبيب: دخلت على الرضا (عليه السلام) في أول يوم من المحرّم، فقال لي: يا بن شبيب، إن سرّك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا، وافرح لفرحنا، وعليك بولايتنا، فلو أنّ رجلاً تولّى حجرًا لحشره الله (عزَّ وجلّ) معه يوم القيامة. [الأمالي للشيخ الصدوق: ص١٩٣] وينبغي أن نلتفت بعناية الى أن صاحب العزاء في هذه الليالي هو الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وأن يكون هو أول من نقدم له العزاء والمواساة قبل غيره، وقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) ما يدلّ على كيفيّة هذه التعزية، وهي كالآتي: عظّم الله أجورنا بمصابنا بالحسين (عليه السلام)، وجعلنا وإيّاكم من الطالبين بثأره مع وليّه الإمام المهدي من آل محمّد (عليهم السلام). [كامل الزيارات لابن قولويه: ص٣٢٦] ولا يخفى على أمثالكم من الموالين أن إقامة مجالس العزاء، والمشاركة فيها، ودعمها، وتقويتها للوصول من خلالها إلى تحقيق الهدف وهو التعرّف على الوظائف والأحكام الشرعيّة ومعرفة سيرة أبي الأحرار (عليه السلام) وخطّه ومنهجه يأتي في طليعة ما يقربنا ويعمق علاقتنا والمودة بيننا وبين إمام زماننا (عجّل الله فرجه). فإنه مطّلع وناظر في أعمال شيعته ومحبيه كما استفاضت في ذلك الروايات والأخبار، وأن نعلم أن تلك المجالس الحسينية وإن كان عنوانها الأول إظهار الجزع والحزن على ما جرى على سيد الشهداء (عليه السلام) وأهل بيته في كربلاء، فهي في الوقت ذاته إعلان آخر يتضمن الانتظار لظهور صاحب الزمان (عجّل الله فرجه)، وحيث كانت كذلك، فلابدّ من تضمينها الدعاء والابتهال إلى الله تعالى لنكون معه طالبين بثأر تلك الدماء الطاهرة، كما ورد ذلك في زيارة عاشوراء: أسأله... أن يرزقني طلب ثأري مع إمام مهديّ ظاهر ناطق منكم. - فقرة فنون تربوية: أهمية استعمال اللغة المناسبة في الحديث مع الأطفال أبرزت الدراسات من خلال أبحاثها أن اللغة أداة اتصال، ووسيلة تعبير، لهذا يدرك الطفل أهميتها تلقائيًا، فيلتقط الكلمات الجديدة ويرددها، ولهذا أيضًا يحرص المخالطون له، على اختيار الكلمات البسيطة، ويحاولون تعريفها له، هي ومدلولها حتى يمكنه ويمكنهم التفاهم معًا بسهولة، والطفل يفرح أيما فرحٍ، كلما استطاع نطق كلمة جديدة لأنها بالنسبة له تعني اكتشافًا جديدًا، وتزيل غموضًا كان يضايقه. ومن هنا كان لزامًا على المربين في البيت أو المدرسة الاهتمام اللائق بهذه النقطة وتربية الأطفال على اللغة السليمة والنطق الواضح إضافة إلى النظر إلى المحتوى أيضًا وذلك بتعويده على الكلام اللين والطبع السلس والهادئ في المحادثة، والكلمة الطيبة التي يفوح منها الأريج العبق فينتشر في الأرجاء ليبعث الأمل والسعادة. وكذلك تمرينه على محاسن اللسان والصدق والتفاعل معه لكي لا تخلق للطفل حالة انفصام أو كره للواقع الممزوج بالنفاق والكذب. وللكلمة الطيبة أثر كبير في عملية التربية وكما في الرواية (الكلمة الطيبة صدقة) لنفوذها في القلوب ووقعها في النفوس تمهيدًا لتغييرها إلى الأحسن.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.