تفاصيل الحلقة

الحلقة الثامنة: علم الحيوان / كمال الدين الدميري

1445
مشاركة الحلقة
image

إعداد وتقديم: نور الهدى أحمد المونتاج الإذاعي: زينب قاسم من العلوم المهمّة التي برع فيها الإمام (عليه السلام) علم الحيوان إذ تحدّث فيها عن خصائص الحيوانات وبديع صنعها وتركيبها؛ ووصف الإمام (عليه السلام) الطيور وصفا دقيقا وملمّا بجميع أصنافها، وبعد ما أدلى الإمام في وصف مطلق الطيور وصف الإمام (عليه السلام) بعد ذلك الخفّاش وصفًا دقيقًا وملمًّا بجميع خواصّه وصفاته قال (عليه السلام): "ومن لطائف صنعته وعجائب خلقته ما أرانا من غوامض الحكمة في هذه الخفافيش الّتي يقبضها الضّياء الباسط لكلّ شيء ويبسطها الظّلام القابض لكلّ حيّ؛ وكيف عشيت أعينها عن أن تستمدّ من الشّمس المضيئة نورًا تهتدي به في مذاهبها ...."، كما وصف (عليه السلام) خلقة الجراد وكذلك وصف النملة وصفًا علميًا وفلسفيًا يشير الى قدرة الخالق وعجائب صنعه. ومن العلماء الذين برعوا في علم الحيوان بعدما فتح الإمام الصادق بابًا لذلك العلم، العالم كمال الدين الدميري، الفقيه المحدث العبقري، صاحب المؤلفات العلمية الرصينة في التاريخ والأدب والفقه والحديث، والتي منها وأشهرها كتاب "حياة الحيوان الكبرى"، الذي يعد أول مرجع شامل في علم الحيوان باللغة العربية، وقد رتب الدميري الكائنات التي كتب عنها ترتيبًا أبجديًا. اسم الدميري ونسبه: هو أبو البقاء كمال الدين محمد بن موسى بن عيسى بن على الدَّمِيريّ الأصل، القاهري، والدميري -بالفتح ثم الكسر- نسبة إلى دَمِيْرَة قرية في الوجه البحري بمصر وهي تابعة لمركز طلخا في محافظة الدقهلية (حاليًا). والدليل على نسبته لهذه القرية هو وجود مسجد في هذه القرية باسمه، والمسجد مازال موجودًا إلى الآن. رتب الدميري في كتابه هذا الكائنات التي كتب عنها ترتيبا أبجديا، على طريقة المعجم، وتناول بالبحث 1069 كائنًا، موضحًا الصفات المميزة لكل كائن منها مما كان معروفًا في عهده، وموضحًا أيضًا أسماء تلك الكائنات خلال مراحل نموها، وكذلك أسماءها في مختلف البلدان، وأحكام الشريعة لتلك الحيوانات ومنتجاتها، وبعض الأحاديث النبوية التي ذكرت فيها، وقد جمع مادته من 560 كتابًا، و199 ديوان شعر، واتخذ في مشاهداته لصفات الحيوانات الأسلوب العلمي القائم على الرصد والمشاهدة.