إعداد وتقديم: زهراء الطالقاني المونتاج الإذاعي: رؤى جميل يحصل تأثير شبكات التواصل الاجتماعيّ في الرأي العام من خلال ثلاثة مستويات مترابطة ومتسلسلة، أولها المستوى العاطفي: حيث إن تزايد المجموعات عبر الشبكات يؤدي إلى إعادة صياغة العواطف والتأثير في الأذواق والاختيارات بناءً على الأنموذج الـمقدم في هذه المجموعات ومن ثم يتم التركيز على المستوى المعرفي للفرد، فهو مرتبط بالبُعد السابق، فالمجموعات أصبحت مصدرًا جديدًا من مصادر إنتاج القيم وتلقين المعارف (الايديولوجيا) وتشكيل الوعي بالقضايا المختلفة. ومن ثم يتم التركيز على المستوى السلوكي: الذي يعد أعمق هذه المستويات ولاحقًا لها، إذ تكمن المقاربة في أن الأطر المرجعية التي تحدِد ديناميكية هذه الشبكات بوصفها وسيطًا ايديولوجيًا، تنشئُ السياقات (العوالم الافتراضية) التي تجعل المستخدمين يحتكمون إلى الاهتمامات السائدة فيها، فتصبح هنا الوسيلة أو المنصة في ذاتها مؤدلجة، وليس المحتوى وحده، خلافًا لما درجت عليه الدراسات والنظريات الإعلامية التقليدية التي تربط جوهر أو طبيعة الوسيلة بمضمون الرسالة الإعلامية. ومن الصعوبة فكَّ الارتباط بين الثقافة والتقانة، إذ تقوم تكنولوجيا المعلومات الجديدة بتحطيم العقبات والعراقيل الزمنيَّة، والعلاقات الاجتماعيّة الهرميَّة والتصنيفات الطبقيَّة التقليديَّة، لأنَّ ثقافة الوسائط المتعدِّدة والشبكات تُشجِّع المستخدم على الذوبان والانصهار في عالم الرَّقْمَنَة؛ لذلك فالمجتمع في علاقته مع وسائط الاتّصال الجديدة لا يتم تشكيله وبناؤه على وفق التأثيرات الوافدة عليه عبر هذه الوسائل فحسب، بل يذوب معها كليًّا.