إعداد: فاطمة نجاح تقديم: هند الفتلاوي إخراج: زينب عدنان لو استقرأنا النصوص التاريخية لأحداث الطف لوجدنا أن أصحاب الحسين كانوا يمثلون طليعة فرسان الإسلام وأبطاله الأفذاذ ولوجدنا كذلك أن هذه الثلة النادرة والنخبة الواعية لا يمكن أن تتوفر في أي زمان وفي أي مكان، بل عقم عن إنجاب مثلها الزمان والمكان. وفي هذه الحلقة سنتطرق بشيء من التفصيل لمواقف بعضهم التي كانت بلسمًا عظيمًا لجراحات قلب مولاتي الحوراء (عليها السلام) ومنها موقفهم ليلة العاشر من المحرَّم، موقف نافع وحبيب، وموقف الحسين عليه السلام عندما أذن لأصحابه وإخوته الذهاب فرفضوا ولم يتفرّقوا وآثروا البقاء معه إلى النهاية، واستشهدوا جميعًا. والمواقف البطولية لمسلم بن عوسجة وسعيد بن عبد الله النخعي وزهير بن القَين وغيرهم ممن تميَّزوا بصفاء الإيمان، وعشقهم للشهادة وشدَّة الحبّ والولاء لأهل البيت عليهم السلام، ووضوح الرؤية التي تجلَّت في مواقفهم المتعدّدة النابعة من وعيهم وفهمهم وإخلاصهم، سعيًا لتحصيل رضوان الله من الباب الذي يُحبّ الله دخول المؤمن إليه منه، وهو "باب الشهادة" التي تحتاج إلى التسديد الإلهي والتوفيق الربّاني.