تفاصيل الحلقة
الحلقة الخامسة: حبّ الله تعالى وحبّ كتابه

إعداد: زينب العارضي تقديم: نهاوند العبودي المونتاج الإذاعي: هنادي الحسناوي إن القرآن الكريم بالنسبة للمحب الصادق لله تعالى هو الزاد والراحلة، والنور في العاجلة والآجلة، يخاطب العبد المحب لله تعالى نفسَه بآياته وسوره، ويحرك كل حرف فيه روحه ومشاعره، يشعر أنه المقصود دون غيره؛ لذلك يتفاعل معه بكل وجوده، لينطبق عليه قول مولاه أمير المؤمنين عليه السلام: "يُحَزِّنُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ، وَيَسْتَثِيرُونَ بِهِ دَوَاءَ دَائِهِمْ، فَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَشْوِيقٌ رَكَنُوا إِلَيْهَا طَمَعاً، وَتَطَلَّعَتْ نُفُوسُهُمْ إِلَيْهَا شَوْقاً، وَظَنُّوا أنَّهَا نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ، وَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَخْوِيفٌ أَصْغَوْا إِلَيْهَا مَسَامِعَ قُلُوبِهِمْ، وَظَنُّوا أَنَّ زَفِيرَ جَهَنَّمَ وَشَهِيقَهَا فِي أُصُولِ آذَانِهِمْ...". وكي يصل القارئ للقرآن إلى ذلك لا بدّ من الحضور الفاعل الحي المؤثر أثناء تلاوة القرآن وتدبره، وتعامل القارئ معه بكل مشاعره وأحاسيسه وانفعالاته، واستخدام كل أجهزة كيانه الإنساني، فلا يكون الهدف مجرد الأجر والثواب، كما لا يكون هدفه تثقيف نفسه بثقافة قرآنية شاملة، وحشو ذهنه المجرد وعقله النظري بألوان شيقة من المعرفة والثقافة، وزيادة رصيده من الثقافات والعلوم والمعارف؛ فالوقوف عند الثقافة وحدها لا يولد عملًا ولا التزامًا ولا سلوكًا سليمًا بل على القارئ أن يتلقى إيحاءات القرآن بمشاعره وأحاسيسه وانفعالاته، يعي ما فيه من معلومات وأفكار وتصورات، وقيم حية، وتوجيهات حياتية، عليه أن يتلقاه بعقله وذهنه وخياله، وبفكره ووعيه وإدراكه، وبقلبه وروحه ووجدانه وضميره...
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.