إعداد وتقديم: فاطمة نجاح المونتاج الإذاعي: زينب عدنان من أبرز مظاهر هذا الشهر الفضيل، هو تكثيف العبادة فيه، الذي يتحقق بالاجتهاد في الأعمال الصالحة، وتكريس الوقت لخدمة الروح في مساراتها العبادية، ولعل هذا التكثيف لا يقتصر على عدد الطاعات فقط، بل يتعداها إلى التعمق في روح العبادة نفسها. وهو استغلال اللحظات الثمينة التي يمر بها هذا الشهر المبارك، حيث يحرص المسلم على زيادة أوقات العبادة بما يتناسب مع روحانية الشهر. في رمضان، تتضاعف الحسنات، وتتفتح أبواب المغفرة، وفي هذا الزمن المبارك يصبح لكل لحظة طاعة طعمٌ آخر، ولكل صلاةٍ فضلٌ عظيم، وكل دعاءٍ له أفقٌ من الاستجابة. ولا يعني بالضرورة زيادة عدد الصلوات أو القراءة المتواصلة للقرآن الكريم، بل يتعدى ذلك ليشمل إخلاص النيّة في كل عمل، والارتقاء بجودة العبادة، بحيث تتحقق العبادة بحضور القلوب وبتفرغٍ تام، لا مجرد حركة جسدية، فتكرار الأذكار، والإكثار من الدعاء، والسعي في الأعمال الصالحة يصبح حافزًا لإشعال القلب بنور الله، ومنهجًا يجدد فيه العزم على الطاعة.